الله
جل وعلا، ﴿وَإِيَّاكَ
نَسۡتَعِينُ﴾ هَذَا فِي حَقّ العَبْد أن
لا يَسْتَعِين إلاَّ بالله عز وجل، فَحَقّ الله عَلَى عباده أن يعبدوه، وَحَقّ
العباد عَلَى الله أن يعينهم إِذا استعانوا به، وأن لا يعذِّب من لا يشرِك به
شَيْئًا. لَكِن من النَّاس من يَعْبُد اللهَ ولا يتوكل عَلَيْهِ، وَمِنْهُم من
يتوكل عَلَيْهِ ولا يَعبده، وَمِنْهُم من لا يتوكل عَلَيْهِ ولا يَعبده. فَلاَ
بُدَّ أن يَجمع بَين الأَمْرَيْنِ، يَعْبُد اللهَ ويَتوكل عَلَيْهِ.
قَوْله:
«ولا يَصدُق قائل هَذَا إلاَّ إِذا
أَفرَدَ العِبَادَة لله وحده»، كما فِي قَوْله:
﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ﴾ لا يَصدُق فِي ذَلِكَ إلاَّ
إِذا أَفرَدَ الله بِالعِبَادَةِ، أَمَّا إِذا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ﴾
ثُمَّ قَالَ: يا عَلِيّ، يا حسين، يا عبد القَادِر، يا بدوي... إِلَى آخِرِهِ،
فَهَذَا كاذب فِي قَوْله: ﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ﴾، كما قَالَ المُصَنِّف رحمه
الله: «وإلا كَانَ كاذبًا منهيًّا عَن
أَنْ يَقُولَ هَذِهِ الكَلِمَة»؛ أي: كَانَ كاذبًا فِي قَوْله: ﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾
فَهَذَا عَهْدٌ بَين العَبْد وربه، أن لا يَعبُدَ إلاَّ إِيَّاهُ، وأن لا يَسْتَعِين
إلاَّ به، فإن خَالَفَ هَذَا العَهْد، وعَبَدَ غيرَ الله واستعان بِغَيْر الله؛
فَهُوَ ناقضٌ للعهد وكاذبٌ فيه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد