×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

إِذ مَعْنَاهَا، نَخُصُّكَ بِالعِبَادَةِ ونُفرِدُكَ بها دون كل أَحَد، وَهُوَ مَعْنى قَوْله: ﴿فَإِيَّٰيَ فَٱعۡبُدُونِ [العَنْكَبُوت: 56]، ﴿وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ [البَقَرَة: 41]؛ لِمَا عُرف من عِلم البَيَان أن تَقْدِيم ما حَقُّه التَّأْخِير يفيد الحَصْرَ؛ أي: لا تَعبدوا إلاَّ الله ولا تَعبدوا غَيرَه، ولا تتقوا إلاَّ الله ولا تتقوا غَيرَه، كما فِي «الكشاف» ([1]).

****

  قَوْله: «إِذ مَعْنَاهَا: نَخُصُّكَ بِالعِبَادَةِ ونُفرِدُكَ بها دون كل أَحَدٍ»؛ لأَِنَّهَا تفيد الحَصْرَ؛ حَصْر العِبَادَة لله عز وجل.

قَوْله: «وَهُوَ مَعْنى قَوْله: ﴿فَإِيَّٰيَ فَٱعۡبُدُونِ [العَنْكَبُوت: 56] » تفيد الحَصْرَ مِثْل: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ [الفاتحة: 5]، فَقَوْله: ﴿فَإِيَّٰيَ فَٱعۡبُدُونِ؛ أي: لا تَعبُدوا معي غيري، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: ﴿وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ [البَقَرَة: 41]

قَوْله: «لِما عُرِفَ مِن عِلم البَيَان أن تَقْدِيم ما حَقُّه التَّأْخِيرُ يفيد الحَصْرَ»، هَذِهِ هِيَ القَاعِدَة البلاغية: أن تَقْدِيم ما حَقُّه التَّأْخِير يفيد الحَصْرَ، فالأصل فِي ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ: نَعبُدُكَ، فقَدَّمَ المَعْمُولَ عَلَى العَامِل ليفيد الحَصْر.

قَوْله: «كما فِي «الكشاف»؛ أي: كِتَاب «الكشاف» للزمخشري وَهُوَ كِتَاب فِي التَّفْسِير؛ لأن الزمخشري من عُلَمَاء البَلاَغَة والبيان واللغة، فَهُوَ حُجَّةٌ فِي هَذَا التَّفْسِير.


الشرح

([1])  انظر: «الكشاف» (1/131).