قَوْله:
«وَقَامُوا مُتَذَلِّلِينَ مُتَوَاضِعِينَ
فِي خِدْمَتِهِمْ»؛ يَعْنِي: فِي عِبَادَتهم، وَإِذَا حضروا عِنْدَ قبورهم
أطرقوا رؤوسهم وبكوا وتضرعوا أَكْثَر مِمَّا يتضرعون إِلَى الله فِي المَسَاجِد
وفي أَثْنَاء العِبَادَة، يتضرعون عِنْدَ القبور، ويتذللون ويتمرغون عَلَى الأعتاب
ويُقبِّلونها، ويتمسحون بالشبابيك، وبالأبواب وبالجدران الَّتِي عَلَى الأضرحة،
ويعطرونها بأنواع العطورات، ويعكفون عَليها ويبقون أيامًا عِنْدَ القبر، ويذبحون
لها إِلَى آخر ما يفعلون. كما يحصل عِنْدَ البَدَوِيّ فِي طنطا بمصر.
قَوْله:
«وَسَجَدُوا لَهُمْ»؛ أي: يسجدون
للقبر، ويقولون: إن صاحب هَذَا القبر يقربنا إِلَى الله ويشفع لَنَا عِنْدَ الله.
قَوْله:
«وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ فَهُمْ مُقِرُّونَ
للهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَأَنَّهُ الخَالِقُ»؛ أي: مَعَ هَذِهِ الأفعال
الشنيعة فهم مُقِرُّون لله بالربوبية، وَلَكِنَّهُم لا يخلصون لَهُ بالألوهية
وَالعِبَادَة، وحتى العَقَائِد الَّتِي تُدرَّس الآنَ فِي بَعْض البُلْدَان غالبها
إِنَّمَا يقرر تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة، والرد عَلَى الملحدين، ولا يردون عَلَى
المشركين.
قَوْله:
«وَلَكِنَّهُم لَمَّا أَشْرَكُوا فِي
عِبَادَته»؛ يَعْنِي: فِي تَوْحِيد الألوهية.
قَوْله:
«جَعَلَهُمْ مُشْرِكِينَ»؛ مَعَ
أَنَّهُم يقرون بالربوبية، فَدَلَّ عَلَى أن الإِقْرَار بتوحيد الرُّبُوبِيَّة لا
ينجي من الشِّرْك، حَتَّى يضاف إِلَيْهِ الإِقْرَار بتوحيد الألوهية.
قَوْله: «وَلَمْ
يَعْتَدَّ بِإِقْرَارِهِمْ هَذَا»؛ أي: لم يعتد بإقرارهم بالربوبية، وأمر
بقتالهم حَتَّى يعبدوا الله وحده، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ
الصفحة 6 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد