×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِِۚ [يُونُس: 18]، ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزُّمُر: 3]، أقروا أَنَّهُم يعبدونهم، وَلَكِنَّهُم يَقُولُونَ: أَنَّهُم يعبدونهم من أجل أن يقربوهم إِلَى الله، من أجل أن يشفعوا لَهُم عَن الله، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يقوله القبوريون اليَوْم، يَقُولُونَ: نَحْنُ لا نعتقد أَنَّهُم يخلقون ويرزقون ويدبِّرون الكون.

قَوْله: «لم ينفعهم الإِقْرَار بالله مَعَ إشراكهم الأَنْدَاد من المخلوقين مَعَهُ فِي العِبَادَة»؛ فالتوحيد هُوَ: إفراد الله فِي العِبَادَة، وَلَيْسَ هُوَ إفراد الله فِي الرُّبُوبِيَّة.

قَوْله: «وأن عِبَادَتهم هِيَ اعْتِقَادهم فِيهِم أَنَّهُم يَضرون ويَنفعون»؛ فَعِبَادَتهم لأَِصْحَاب القبور هِيَ اعْتِقَادهم فِيهِم أَنَّهُم ينفعون ويضرون، ويشفعون عِنْدَ الله؛ ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزُّمُر: 3]، هَذَا مرادهم.

قَوْله: «فنَحَرُوا لَهُم النحائر»؛ يَعْنِي: نحروا لَهُم الإِبِل، فالنحر للإبل، والذبح للبقر وَالغَنَم.

قَوْله: «وطافوا بهم»؛ يَعْنِي: بقبورهم، يَطُوفُونَ عَلَى القبور الآنَ، يَطُوفُونَ عَلَى قبر الحُسَيْن، مِثْل ما يطاف حول الكَعْبَة المشرفة وَغَيرهَا من الأَوْثَان!

قَوْله: «ونَذَرُوا النذور عَلَيْهِمْ»؛ أي: عَلَى القبور، فَإِذَا مرض أو أَرَادَ أن يُشفى مريضه، أو أَرَادَ أن تُقضى حوائجه نذر للقبر الفلاني، يُقَال: انذر للقبر الفلاني لتُقضى حاجتك!


الشرح