هَذَا هُوَ الشِّرْك، وَالعِيَاذُ بالله،
وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُمارس الآنَ فِي بلاد المُسْلِمِينَ، فَيَجِب التنبه
لِهَذَا، ويجب اسْتِدْرَاك الأمة وَذَلِكَ بالدعوة إِلَى الله، وبيان هَذَا
الشِّرْك والتحذير مِنْهُ. وأكثر هَذِهِ البِلاَد يمارس فِيهَا هَذَا الشِّرْك
لَيْسَ فِيهَا من يَدْعُو لله ولا من يبين لَهُم هَذَا، ظنُّوا أن هَذَا الَّذِي
أدْركُوا عَلَيْهِ المتقدمين وعاشوا عَلَيْهِ هُوَ الحَقّ، وَلَمْ يَكُن عِنْدَهُم
من يدعوهم إِلَى الله، ولا من يبين لَهُم هَذَا الأَمْر، إلاَّ نوادر محاصرة
ومضايقة ولا يُسمع لها، وَلَكِن مَعَ هَذَا لا نسكت عَن الدَّعْوَة إِلَى الله
والبيان والتوضيح لِلنَّاسِ؛ ﴿لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ
حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ﴾
[الأَنْفَال: 42].
هَذَا
وَاجِبُنَا، أَمَّا الهِدَايَة فَهِيَ بيد الله سبحانه وتعالى أَمَّا أَنَّنَا
نسكت ونطأطئ رؤوسنا ونترك هَذَا، فإنه يخشى عَلَى الأمة من الهلاك؛ لأنه إِذا نزل
العَذَاب عمَّ الطالح والصالح الَّذِي لم يُنْكر، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱتَّقُواْ
فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾
[الأَنْفَال: 25]، فَهِيَ تعم الصَّالِح والطالح، لِمَاذَا تعم الصَّالِح؟ لأنه لم
يُنْكر، أَمَّا من أنكر فإنه ينجو بِإِذْنِ اللهِ، عِنْدَمَا ينزل العَذَاب.
هَذَا هُوَ الَّذِي ذكره الإِمَام الصَّنْعَانِيّ فِي هَذِهِ المَسْأَلَة، وَهِيَ الَّتِي يُعاني مِنْهَا العَالم الإسلامي اليَوْم، وقبل اليَوْم، وَهُوَ أَنَّهُم يعبدون الأَوْلِيَاء والصالحين فِي قبورهم، ويقولون: نَحْنُ لا نعبدهم وَإِنَّمَا نتوسل بهم إِلَى الله، ونطلب شفاعتهم، وَهَذَا هُوَ الَّذِي قاله المُشْرِكُونَ من قبل: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ