فإنه أخْرج الإِمَام أَحْمَد والترمذي مِنْ حَدِيث
سمرة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَمَّا حَمَلَتْ حَوَّاءُ طَافَ
بِهَا إِبْلِيسُ وَكَانَ لاَ يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، فَقَالَ: سَمِّيهِ عَبْدَ
الحَارِثِ، فَسَمَّتْهُ عَبْدَ الحَارِثِ، فَعَاشَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ وَحْيِ
الشَّيْطَانِ وَأَمْرِهِ» ([1])، فأَنْزَلَ اللهُ
الآيَات، وسمَّى هَذِهِ التَّسْمِيَة شركًا،
وَكَانَ إِبْلِيس تَسَمَّى بـ «الحَارِث»، وَالقِصَّة فِي الدُّرِّ المنثور
([2])وغيره.
****
قَوْله:
«فإنه أخْرج الإِمَام أَحْمَد والترمذي...»
هَذَا الحَدِيث تفسير للآيات، والحارث اسم لإبليس.
قَوْله:
«وَالقِصَّة فِي الدُّرّ المنثور»؛
أي: القِصَّة مذكورة فِي كِتَاب «الدُّرّ
المنثور فِي تفسير القُرْآن بالمأثور» للسيوطي، وَقَد طُبع فِي عَشَرَة
مجلدات.
قَوْله:
«وغيره»؛ أي: فِي كتب التَّفْسِير،
فَلاَ أَحَد يُنْكر هَذَا. والشيخ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ قَد عقد بَابًا
قَالَ رحمه الله: «بَاب قَوْل الله
تَعَالَى: ﴿فَلَمَّآ
ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ فَتَعَٰلَى
ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [الأعراف: 190]
وذكر هَذَا الحَدِيث فِي نفس البَاب.
****
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3077)، وأحمد رقم (20117)، والبزار رقم (4580).
الصفحة 4 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد