فِيهِمَا هَذِهِ الآيَات: ﴿فَلَمَّآ
ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا﴾؛
يَعْنِي: سَوِيًّا فِي خِلقَتِه وَلَمْ يَمُتْ، ﴿جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ﴾
حَيْثُ سَمَّيَاه «عبد الحَارِث»،
وَلاَ يَجُوز التَّسْمِيَة بالتعبيد لغير الله، وَهُوَ حرام؛ فَلاَ يُقَال: عبد
العُزَّى، عبد الحُسَيْن، عبد شمس، عبد الكَعْبَة، فسمياه «عبد الحَارِث» فعبَّداه لغير الله؛ لأجل أن يعيش وَلَمْ يكونا يَقصِدان
الشِّرْكَ، فَأَنْكَرَ اللهُ عَلَيْهِمَا ذَلِكَ وَقَالَ: ﴿جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ﴾؛
يَعْنِي: فِي الطَّاعَة وَلَيْسَ فِي العِبَادَة؛ لأَِنَّهُمَا أطاعا الشَّيْطَان،
وَهَذَا من الشِّرْك الأَصْغَر وَلَيْسَ من الشِّرْك الأَكْبَر.
قَالَ
تَعَالَى: ﴿فَلَمَّآ
ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ فَتَعَٰلَى
ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾
[الأعراف: 190] ختام الآيَة فِي عبدة الأَصْنَام، والأشجار والأحجار، أَمَّا
أَوَّل الآيَة فِي آدَم وحواء؛ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اللهَ لا يرضى بالشرك من أَحَد،
لا أَكْبَر ولا أصغر. وَقَد أشكل هَذَا عَلَى بَعْض العُلَمَاء، وَقَالُوا: ما
يتصور أن هَذَا يحصل من آدَم، وردوا الحَدِيث الوَارِد فِي ذَلِكَ، وَلَكِن الفريق
الآخر من العُلَمَاء والأئمة كابن جرير والشيخ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ
وغيرهما من الأَئِمَّة وسليمان بْن عَبْد اللهِ فِي «تيسير العَزِيز الحَمِيد»، وَكَذَا عَبْد الرَّحْمَن بْن حسن فِي «فتح المَجِيد» يَقُولُونَ: هَذَا وَارد
فِي آدَم وحواء فِي أَوَّل الآيَة، والتثنية تدل عَلَى هَذَا؛ ﴿ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا﴾.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد