فإن
قَالَ: إِنَّمَا نَحَرْتُ لله وذَكَرْتُ اسمَ الله عَلَيْهِ؛ فقل:
****
عَلَيْهِ، نَقُول لَهُم: إِذَا لَمْاذَا جئت
بالذبيحة ونحرتها فِي هَذَا المَكَان عِنْدَ عتبة المشهد، أو عتبة المزار؟ لماذا
لَمْ تذبحها فِي مَكَان آخر؟ فَلاَ بُدَّ أَنْ يَقُولَ: إنه جَاءَ من أجل تَعْظِيم
المَيِّت، ورجاء ما عِنْدَهُ، والتقرب إِلَيْهِ، فَإِذَا قَالَ فإنه مُشْرِك؛ لأن
هَذَا ذبح لغير الله عز وجل، فالذي يتقرب إِلَى الله لا يأتي عِنْدَ القبور ولا
إِلَى المشاهد، فأرض الله واسعة، فَلاَ يأتي ويصلي عِنْدَ القبر، ولا يأتي ويتصدق
عِنْدَ القبر، ولا يَدْعُو عِنْدَ القبر؛ فالذي يأتي عِنْدَ القبر ويدعو أو يذبح
أو يصلي إن كَانَ يقصد هَذَا لله، ويظن أن فعله عِنْدَ القبر يُرجى لَهُ الاستجابة
من الله، فَهَذَا بِدْعَة؛ لأَِنَّ اللهَ لم يشرع لَنَا أن نتقرب إِلَيْهِ عِنْدَ
القبور وأن نذبح لَهُ وأن نصلي عِنْدَ القبور.
وإن
أَرَادَ بِذَلِكَ التَّقَرُّب إِلَى القبر، وطلب النَّفْع مِنْهُ - وَهَذَا هُوَ
قصده بلا شك - فَهَذَا شرك بالله عز وجل؛ لأنه ذبح لغير الله، وَدَعَا غير الله،
هُوَ دَعَا الله وَلَكِن عِنْدَ القبر، وتقرب للقبر، فَهَذَا يعتبر مشركًا، فتخصيص
القبر وتخصيص هَذَا المَكَان بنية التَّقَرُّب إِلَى القبر، وطلب النَّفْع مِنْهُ،
والشفاعة مِنْهُ شرك أَكْبَر، وَهَذَا هُوَ قصدهم.
قوله:
«فإن قَالَ:» لا، أنا لا أقصد القبر،
أنا قصدي لله عز وجل، ونفع الفقراء، والمساكين، فإكمالاً للجواب الأَوَّل يُقَال
لَهُ: إِذا مجيئك هَذَا تريد به أن توسخ عتبة القبر بالذبح عَلَيْهَا بالدم
والفرث، وهذه إهانة للميت، وليست إكرامًا للميت، لماذا لَمْ تَذبَح فِي مَكَان
وَاسِع، وتتخلص من الدِّمَاء، ومن المخلفات؟ فَلاَ بُدَّ أن يقر أنه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد