×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

وَقَد عرفت بما قدمناه أنه صلى الله عليه وسلم قَد سمى الرِّيَاء شركًا، فَكَيْفَ بما ذَكَرْنَاهُ؟!

****

 أي: لا لغيره: وَهَذَا لإفادة الحَصْر؛ أي: لا تصلِّ لغيره، ولا تنحر لغيره.

وَقَوْله تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ المَسَاجِد قِيلَ: هِيَ البِقَاع الَّتِي يُصلى فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ أَعْضَاء السُّجُود السّبع، ﴿فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا [الجِنّ: 18]؛ ﴿أَحَدٗا كَلِمَة نَكِرَة فِي سِيَاق النَّهْي، تعم كل أَحَد من الأَوْلِيَاء والصالحين والموتى والجن والإنس والملائكة، فَلاَ يُشرك مَعَ الله أَحَد كائنًا من كَانَ.

قَوْله: «وَقَد عرفت بما قدَّمناه قريبًا أنه صلى الله عليه وسلم قَد سمى الرِّيَاء شركًا، فَكَيْفَ بما ذَكَرْنَاهُ؟!» النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سمى الرِّيَاء شركًا، قَالَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ» قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ» ([1])، فسماه شركًا، فَدَلَّ عَلَى أن الشِّرْك لَيْسَ مقصورًا عَلَى عبَادَة الأَصْنَام، وأنه يُطلق حَتَّى عَلَى الشَّيْء الَّذِي لا يُخرج من الملة.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (23630)، والبيهقي في «الشعب» رقم (6412).