عَنِ
الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ
وَشِرْكَهُ» ([1])،
وفي رِوَايَة: «فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ،
وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ» ([2])،
فالآية لها معنيان، وَعَلَى كل حَال فَهَذَا هُوَ فعل أهل الجَاهِلِيَّة، وَهُوَ
الَّذِي يفعله القبوريون اليَوْم، يجعلون لمعبوداتهم من الأَوْلِيَاء والصالحين
نصيبًا من أموالهم، ومن أولادهم؛ تقربًا إِلَيْهِمْ.
قَوْله:
«وَيَشْتَرُونَ مِنْهُ الحَمْل فِي بطن
أمِّه ليعيش لَهُم»؛ فَإِذَا حملت زَوْجَته، يذهب ويتبرع للقبر من أجل أنه
يسلم الوَلَد؛ أي: يَشْتَرُونَ من المَيِّت الوَلَد ويدفعون لَهُ مالاً، وَالَّذِي
يَأْخُذ المَال هُم السَّدنة، والميت لا يدري عَن هَذَا، وَرُبَّمَا تجد أن بَعْض
الدُّوَل تجعل الأضرحة من موارد الدولة، فتأخذ من المَال الَّذِي يُهدى لها، نسأل
الله العَافِيَة
قَوْله: «ويأتون بمنكرات ما بلغ إِلَيْهَا المُشْرِكُونَ الأَوَّلُونَ»؛ يأتي هَؤُلاَءِ المُتَأَخِّرُونَ الَّذِينَ يدَّعون الإِسْلاَم بمنكرات لم يفعلها المُشْرِكُونَ الأَوَّلُونَ، بل يزيدون عَلَيْهِمْ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2985).
الصفحة 5 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد