ولا
عَلَى إِزَالَة المرض، فَكَيْفَ إِذا كَانُوا أمواتًا؟! قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا
تَحۡوِيلًا﴾ [الإِسْرَاء: 56].
قَوْله:
«بل أعجبُ من هَذَا أنَّ القبوريِّين
وغيرهم من الأَحْيَاء من أَتْبَاع من يعتقدون فيه، قَد يجعلون لَهُ حصَّة من
الوَلَد إن عاش»؛ أي: الأعجب مِمَّا سبق أَنَّهُم لا يقتصرون عَلَى مُجَرَّد
الاستغاثة بالأموات، بل يجعلون لَهُم نصيبًا من رزقهم ومن أولادهم، فيجعلون للميت
نصيبًا من رزقٍ ونذورٍ وتبرعاتٍ للأضرحة، ويقولون: هَذَا للميت، هَذَا للولي فلان؛
من أجل أن يساعدني! أو ربما يجعل بَعْض أولاده للولي ويسميهم بِاسْمِهِ مثلاً: عبد
الحُسَيْن، عبد كَذَا وعبد كَذَا، مثلما المُشْرِكُونَ يفعلون هَذَا، كما قَالَ
الله جل وعلا: ﴿وَجَعَلُواْ
لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا
لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ﴾
[الأَنْعَام: 136]، يقسمون مواشيهم وزروعهم إِلَى قِسْمَيْنِ: قسم لله، وقسم
للأضرحة وللأصنام والأوثان، ﴿فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ
وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾ [الأنعام: 136]؛ مَعْنَاه أَنَّهُم إِذا جَاءَ السَّيْل
واجتاح قسمًا من الزَّرْع، فإن كَانَ اجتاح الَّذِي هُوَ من نصيب الله، قَالُوا:
الله غني عَنْهُ، وَأَمَّا إِذا اجتاح السَّيْل نصيب الوثن، قَالُوا: الوثن فقير
يحتاجه، فيأخذون ما جعلوه لله، ويجعلونه للوثن.
وَقِيلَ: إن مَعْنى الآيَة كما فِي الحَدِيث الصَّحِيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ