وَهَذَا متعذر فِي الموتى، فهم ليسوا حاضرين ولا
يسمعون من دعاهم، ولو سمعوا ما استجابوا.
قَوْله:
«فإنَّ الاستغاثة بالمخلوقين الأَحْيَاء
فِيمَا يقدرون عَلَيْهِ لا يُنكِرها أَحَد»، وَهَذَا مَعْرُوف بَين النَّاس،
مُنْذُ عهد موسى عليه السلام أو قبله إِلَى وقتنا هَذَا؛ كلٌّ يستغيث بمن ينجده
ويساعده؛ إِذا وقع فِي كربة يستغيث بمن يقدر عَلَى إغاثته؛ لِكَوْنِهِ حَيًّا
حَاضِرًا، ولكونه مستطيعًا لإغاثته، فَهَذَا من فعل الأَسْبَاب المباحة، ويُثاب
منْ يغيث ملهوفًا.
قَوْله:
«وَقَد قَالَ الله تَعَالَى فِي قِصَّة
موسى مَعَ الإسرائيلي والقبطي: ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي
مِنۡ عَدُوِّهِۦ﴾ [القصص: 15] »؛ موسى
عليه السلام دَخَلَ المَدِينَة ﴿عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا
رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ﴾
[القصص: 15]؛ يَعْنِي: يتصارعان، ﴿هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ﴾
[القصص: 15]؛ يَعْنِي: من بني إسرائيل قوم موسي، ﴿وَهَٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ﴾
[القصص: 15]؛ يَعْنِي: من الأقباط قوم فرعون، ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي
مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ﴾؛
ضرب القبطي بكفه ﴿فَقَضَىٰ
عَلَيۡهِۖ﴾ [القصص: 15]؛ لقوته عليه
الصلاة والسلام، ثُمَّ ندم عَلَى هَذَا وَقَالَ: ﴿رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ
ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ﴾:
[القَصَص: 17]؛ استغفر ربه فغفر لَهُ، فَالشَّاهِد من هَذَا: أن هَذِهِ استغاثة
جَائِزَة.
قَوْله:
«وَإِنَّمَا الكَلاَم في استغاثة
القبوريِّين وغيرهم بأوليائهم، وطلبهم مِنْهُمْ أمورًا لا يقدر عَلَيْهَا إلاَّ
الله تَعَالَى من عافية المريض وَغَيرهَا»؛ حَتَّى ولو كَانُوا إِحْيَاء فهم
لا يقدرون عَلَى شِفَاء المريض،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد