لأن
الرَّسُول ميت، ولا يُطلب من المَيِّت شَيْء، والعباس حي ويقدر عَلَى الدُّعَاء.
قَوْله:
«وَالكَلاَم فِي طلب القبوريِّين من
الأَمْوَات»؛ أي: الَّذِي نرد عَلَيْهِ هُوَ الطَّلَب من الأَمْوَات، أَمَّا
الطَّلَب من الأَحْيَاء فِيمَا يقدرون عَلَيْهِ من دُعَاء أو مساعدة أو إغاثة
هَذَا كله جَائِز ولا يُنكِره أَحَد.
قَوْله:
«ومن الأَحْيَاء الَّذِينَ لا يملكون لأنفسهم
نفعًا ولا ضرًّا»؛ أو من حيًّ لا يقدر عَلَى ما تطلبه مِنْهُ، كَأنَ تطلب من
حي أن يشفى مريضك! هَذَا لاَ يَجُوز ولا يقدر عَلَيْهِ إلاَّ الله، أو تطلب من حي
أن يرزقك أولادًا؛ فَهَذَا لا يملكه إلاَّ الله عز وجل.
قَوْله:
«ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا أن يشفوا
مرضاهم»؛ أي: يطلبون من الأَحْيَاء ما لا يقدرون عَلَيْهِ مِثْل أن يشفوا
مرضاهم، والله جل وعلا يَقُول: ﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ
إِلَّا هُوَۖ﴾ [الأَنْعَام: 17]، ويقول: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا
تَحۡوِيلًا﴾ [الإِسْرَاء: 56]؛ أي: لا
يملكون رفعه، ولا يملكون تحويله من مَكَان إِلَى مَكَان، أو من شخص إِلَى شخص، أو
من عُضْو إِلَى عُضْو، فَلاَ يملكون شِفَاء المرضى. وَكَذَلِكَ الذُّرِّيَّة
والإنجاب لا يقدرون عَلَى هَذَا، هَذَا بيد الله جل وعلا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد