ويردُّوا غائبهم، وينفِّسوا عَن حبلاهم، وأن يسقوا
زَرعهم، ويُدرُّوا ضُرُوع مواشيهم، ويحفظوها من العَيْن، ونحو ذَلِكَ من المطالب
الَّتِي لا يقدر عَلَيْهَا إلاَّ الله تَعَالَى.
****
قَوْله:
«ويردُّوا غائبهم»؛ إِذا ضَاع لَهُ
شَيْء أو ذَهَبت لَهُ دَابَّة أو خادم يطلب من فلان أن يرده عَلَيْهِ، يرده
عَلَيْهِ والمطلوب مِنْهُ جالس عِنْدَهُ! لا يمكن هَذَا، وَلَكِن لو ذَهَب وبحث
عَن الضائع فلربما وجده، وَلَكِن يجلس فِي المَكَان ويرد الضائع مثلما يفْعَل
القبوريون مَعَ من يسمونهم بالسادة، فيطلبون مِنْهُمْ هَذِهِ الأُمُور وهم جالسون
معهم؛ لأَِنَّهُم يعتقدون أَنَّهُم يقدرون عَلَى كل شَيْء.
قَوْله:
«وينفِّسوا عَن حبلاهم»؛ يَعْنِي:
الحَامِل.
قَوْله:
«وأن يسقوا زَرعهم»؛ أي: ينزلوا المطر
عَلَيْهَا!
قَوْله:
«ويُدرُّوا ضُرُوع مواشيهم»؛ أي: إِذا
كَانَت مواشيهم لَيْسَ فِيهَا حليب ولا لبن، فيطلبون من الأَمْوَات أو من
الأَحْيَاء أن يُدرُّوا الضَّرْع الَّذِي جف وَهَذَا لا يقدر عَلَيْهِ إلاَّ الله
سبحانه وتعالى.
قَوْله:
«ويحفظوها من العَيْن»؛ استعذ بالله
من شر الجَانّ، ومن شر الإِنْسَان، استعذ بالله، ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفَلَق: 5]، ولا تستعذ بالمخلوق أن يمنع العَيْن عنك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد