×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

هَؤُلاَءِ هُم الَّذِينَ قَالَ الله تَعَالَى فِيهِم: ﴿وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَكُمۡ وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ [الأَعْرَاف: 197]، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ [الأَعْرَاف: 194]، فَكَيْفَ يطلب الإِنْسَان من الجماد...

****

  قَوْله تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَكُمۡ وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ [الأَعْرَاف: 197]؛ أي: لا يستطيعون نصر أنفسهم مِمَّن أرادهم بسوء، وَإِذَا كَانُوا لا يستطيعون نصر أنفسهم فَكَيْفَ يستطيعون نصر غَيرهم؟ قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٢٣ [سَبَأ: 22، 23]، فهم لا يملكون شَيْئًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ؛ أي: الملْك كله، ﴿وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ [فَاطِر: 13]؛ القطمير: هُوَ الغِطَاء الَّذِي عَلَى نواة التَّمْر وَهُوَ أضعف شَيْء وأقل شَيْء وَلَيْسَ لَهُ قيمة، وهم مع ذَلِكَ لا يملكون، فَكَيْفَ يملكون الأَرْزَاق، وإنزال المطر... ويملكون كَذَا وَكَذَا كما يدَّعي القبوريون؟! ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ [فَاطِر: 14]؛ ﴿مِثۡلُ خَبِيرٖ؛ يَعْنِي: نفسه سبحانه وتعالى.

وَقَوْله تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ [الأَعْرَاف: 194]؛ عباد أمثالكم وَقَد


الشرح