×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

وهذه هِيَ أنواع العِبَادَات الَّتِي عرفناك، ولا أَدْرِي هَل فِيهِم منْ يسجد لَهُم؟ لا أستبعد أَن فِيهِم من يفْعَل ذَلِكَ، بل أَخْبرنِي من أَثِق به أنَّه رأى من يسجُدُ عَلَى عتبة بَاب مشهد الوليِّ الَّذِي يقصده؛ تعظيمًا لَهُ، وَعبَادَة، ويُقسمون بِأَسْمَائِهِم،

****

قَوْله: «وهذه هِيَ أنواع العِبَادَات الَّتِي عرفناك»؛ أي: هَذِهِ الأفعال من أنواع العِبَادَات، بل هِيَ أعظم أنواع العِبَادَات؛ فَالدُّعَاء هُوَ العِبَادَة، كما قَالَ صلى الله عليه وسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([1])، والذبح عبَادَة وَلاَ يَجُوز إلاَّ الله، وَالنَّذْر عبَادَة لاَ يَجُوز إلاَّ لله عز وجل.

قَوْله: «لا أستبعد أَن فِيهِم من يفْعَل ذَلِكَ»؛ نعم فِيهِم من يسجد للموتى، وَهَذَا شَيْء وَاضِح، فيسجدون عَلَى العَتَبَة ويركعون عَلَيْهَا، وَهَذَا شَيْء مَوْجُود ومُشاهد.

قَوْله: «بل أَخْبرنِي من أَثِق به أنَّه رأى من يسجُدُ عَلَى عتبة بَاب مشهد الوليِّ»؛ وَالسُّجُود عبَادَة، فَلاَ يَجُوزُ أن يسجد لغير الله، بل لاَ يَجُوز أن يركع، أو يحني رأسه تعظيمًا إلاَّ لله جل وعلا. فَالرُّكُوع وَالسُّجُود عبَادَة لله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، فَلاَ يُركع لأحد، ولا يُسجد لأحد إلاَّ لله سبحانه وتعالى.

قَوْله: «ويُقسمون بِأَسْمَائِهِم»؛ كَذَلِكَ يحلفون بهم، كما كَانَ يحلف الكفرة الأَوَّلُونَ باللات والعزى، فيحلفون بالأموات والأضرحة،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1481)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18352).