وَقَد
كَانُوا يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ ومحمد رَسُول الله»،
****
وهؤلاء
الخَوَارِج أحْسن من القبوريين بكثير، بِكَثْرَة عِبَادَتهم، وصلاتهم، وكثرة
بكائهم من خَشْيَة الله، وَلَكِن لما اعتقدوا هَذِهِ العَقِيدَة، وَهِيَ الخُرُوج
عَلَى ولي أمر المُسْلِمِينَ أمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بقتالهم، ووعد من
قتلهم بِالأَجْرِ العَظِيم، فتحقق ذَلِكَ عَلَى يَد أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أبي
طالب رضي الله عنه، فنكأ بهم نكاية عَظِيمَة، وقتلهم الله عَلَى يَده رضي الله
عنهم. فَإِذَا كَانُوا مَعَ صلاحهم وَعِبَادَتهم ودينهم يُقاتلون وأمر النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم بقتالهم، وأباح دماءهم لِلْمُسْلِمِينَ من أجل كفِّ شرهم، فَكَيْفَ
لا يُقاتل عُبَّاد القُبُورِ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُم ورع مِثْل الخَوَارِج؛ بل
عِنْدَهُم الشِّرْك وَالبِدَع والخرافات، كيف لا يُقاتلون حَتَّى يطهر الإِسْلاَم
وبلاد الإِسْلاَم مِنْهُمْ؟
قَوْله:
«وَكَانُوا يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللهُ ومحمد رَسُول الله»، وَلَكِن يعتقدون بإلهية عَلِيّ، فيغلون فيه،
ويقولون: أَنْت هُوَ أَنْت هُوَ فاستتابهم عَلَى رضي الله عنه، فلم يتوبوا فحفر
حفرًا وخنادق، وأوقد فِيهَا النَّار، ثُمَّ أمر بإحراقهم فِي هَذِهِ الخنادق، وهم
يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»؛
لأَِنَّهُم شقُّوا عصا طاعة المُسْلِمِينَ، وغلوا فِي عَلِيّ حَتَّى جعلوه إلهًا
مَعَ الله سبحانه وتعالى، فَكَيْفَ لا يُقاتل مَنْ جعل مَعَ الله إلهًا من الموتى
والمقبورين.
الصفحة 5 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد