×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

حجة، بل الحُجَّة بالكتاب والسُّنَّة، والكتاب والسُّنَّة ينهيان عَن ذَلِكَ، أَمَّا قَضَاء الحَاجَة فَلَيْسَ دَلِيلاً عَلَى جَوَاز هَذِهِ الممارسات الشركية، وَقَد يَكُون مُضْطَرًّا؛ أي: دَعَا الله مُضْطَرًّا فقضى الله حاجته؛ والله يجيب دعوة المُشْرِك المُضْطَرّ، وَهُوَ مُشْرِك، كما دل عَلَى ذَلِكَ القُرْآن الكَرِيم؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ، [النَّمْل: 62]،﴿فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ أي: مخلصين لَهُ الدُّعَاء، لا يدعون غَيره، ولا يلتجئون إِلَى غَيره، ﴿فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ [العَنْكَبُوت: 65]؛ أي: يعودون إِلَى شركهم، فيعودون إِلَى ما كَانُوا عَلَيْهِ، وفي الآيَة الأُخْرَى: ﴿وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوۡجٞ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞۚ [لُقْمَان: 32]؛ أي: يقتصد فِي العِبَادَة.

فإجابتهم أو حُصُول مقصودهم أَمَّا إنه استدراج من الله، أو إنه صَادَفَ قَضَاء وقدرًا، أو أن الدَّاعِي مُضْطَرّ، والله يجيب دعوة المُضْطَرّ ولو كَانَ مشركًا. قَالَ تَعَالَى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ؛ يَعْنِي: فِي السَّفِينَة، ﴿وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡمنْ يدْعون: الأَصْنَام أو القبور؟ لا؛ لأَِنَّهَا لا تقدر عَلَى هَذَا، ﴿وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ؛ يَعْنِي: تيقنوا أنه أُحِيط بهم، تيقنوا الهلاك، ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُاْ ٱللَّهَ


الشرح