مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ
أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ٢٢َ فَلَمَّآ
أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ
إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٢٣﴾ [يُونُس: 22، 23] هَذِهِ عَادَة المشركين أَنَّهُم
يدْعون الله مخلصين عِنْدَ الضَّرُورَة فينجيهم، فَإِذَا زَالَت الضَّرُورَة عادوا
إِلَى شركهم ونسوا حالتهم الأُولَى.
وَهَذَا
فِي المشركين الأَوَّلين، أَمَّا مشركو هَذِهِ الأمة فَإِنَّمَا يَزِيد شركهم فِي
الشِّدَّة فَإِذَا وقعوا فِي الشِّدَّة صاروا يهتفون بالأولياء والصالحين،
وَلِهَذَا يَقُول الشَّيْخ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ رحمه الله: شرك
هَؤُلاَءِ أغلظ من شرك الأَوَّلين؛ لأن الأَوَّلين يشركون فِي الرَّخَاء ويخلصون
فِي الشِّدَّة، أَمَّا هَؤُلاَءِ فشركهم دائم فِي الرَّخَاء والشدة.
قَوْله:
«فإن قلتَ: إنَّ الناذر قَد يُدْرك
النَّفْع ودفعَ الضَّرَر بِسَبَب إِخْرَاجه للنذر وبذله!»؛ أي: النَّذْر أو
الدُّعَاء أو الاستغاثة، فقد يُعطي الله لَهُم حاجتهم.
قَوْله:
«قلتُ: كَذَلِكَ الأَصْنَام، قَد يُدْرك
مِنْهَا ما هُوَ أبلغُ من هَذَا»، يحصل لعبدتها من حوائجهم أبلغ من هَذَا، كما
ذكر الله فِي عُبَّاد الأَصْنَام أَنَّهُم إِذا وقعوا فِي الخَطَر دعوها فيعطون.
قَوْله: «وَهُوَ الخطاب من جَوفها»؛ هَذَا وَاقِع أَنَّهُم يسمعون الصَّوْت من دَاخِل القبر، ويجيبهم ويناديهم ويقول: قضيت حوائجكم، وَهَذَا شيطان يخاطبهم، إِنَّمَا شيطان يدخل إِلَى القبر أو إِلَى الضريح ويخاطبهم فيظنون أنه المَيِّت وَهُوَ شيطان، من أجل أن يضلهم، والشيطان يُسمع
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد