×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

فيُلقيه إِلَى الكُهَّان، وهم الَّذِينَ يُخبرون بالمغيَّبات ويزيدون فِيمَا يلقيه الشَّيْطَان من عِنْدَ أنفسهم مِائَة كذبة ([1]).

ويقصدَ شَيَاطِين الجِنّ شَيَاطِين الإِنْس مِن سدنة القبور وغيرهم بِذَلِكَ البُهْتَان والزور، فيقولون: إنَّ الوليَّ فعل، يُرغِّبونهم فيه ويحذّرونهم مِنْهُ، وترى العَامَّة ملوكَ الأقطار وولاةَ الأَمْصَار مُعِّززين لِذَلِكَ ويُوَلُّون العُمَّال لقبض النذور،.

****

قَوْله: «فيُلقيه إِلَى الكُهَّان، وهم الَّذِينَ يُخبرون بالمغيَّبات ويزيدون فِيمَا يلقيه الشَّيْطَان من عِنْدَ أنفسهم مِائَة كذبة»؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣ [الشُّعَرَاء: 221- 223].

قَوْله: «ويقصدَ شَيَاطِين الجِنّ شَيَاطِين الإِنْس مِن سدنة القبور وغيرهم بِذَلِكَ البُهْتَان والزور»؛ أي: شَيَاطِين الجِنّ يقصدون شَيَاطِين الإِنْس من سدنة القبور الَّذِينَ يزينونها لِلنَّاسِ ويدْعون إِلَيْهَا، فيتعاون شَيَاطِين الجِنّ وَشَيَاطِين الإِنْس من بني آدَم.

قَوْله: «فيقولون: إنَّ الوليَّ فعل»؛ أي: إن الولي أَجَابَ دعوتك، الولي قبل نذرك، الولي قضى حاجتك!

قَوْله: «وترى العَامَّة ملوكَ الأقطار وولاةَ الأَمْصَار مُعِّززين لِذَلِكَ ويُوَلُّون العُمَّال لقبض النذور»؛ ملوك الأقطار مِنْ أَهْلِ الضَّلاَل والسلاطين يعينون جُباةً للنذور الَّتِي عِنْدَ القبور، ويجعلونها من موارد بَيت المَال.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3210)، ومسلم رقم (2228).