الطَّرِيق؛ لأنه يحترق بنوره، فالمخلصون لا
يستطيع الشَّيْطَان أنه يلُبِّس عَلَيْهِمْ أو أن يختلط بهم أو أن يداخلهم؛
لأَِنَّ اللهَ حماهم قَالَ تَعَالَى: ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ﴾ [الحجر: 40]، ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ﴾ [الإِسْرَاء: 65]، حماهم الله سبحانه وتعالى وَإِنَّمَا
يسلط الله الشَّيَاطِين عَلَى هَؤُلاَءِ القبوريين، وهؤلاء الضَّلاَل.
قَوْله:
«فإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَد أَذِنَ لَهُ
أن يُجْلب بخيله ورجله»؛ هَذَا إِذْنٌ كونيٌّ قدريٌّ لا إِذنٌ شرعيٌّ،
وَأَذِنَ لَهُ أَيْضًا أن: ﴿يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
إِلَّا غُرُورًا﴾
[النِّسَاء: 120].
قَوْله:
«وثبت فِي الأَحَادِيث: أنَّ الشَّيْطَان
يسترق السَّمْع بِالأَمْرِ الَّذِي يُحدثه الله»؛ من أَعْمَال الشَّيَاطِين
أنها تسترق السَّمْع، والسمع يَعْنِي: الوحي، وَمَا يقضيه الله فِي السَّمَاء
وتتحدث به الملائكة فِي السَّمَاء، فالشيطان يحاول الاِسْتِمَاع إِلَى الملائكة
وَلَكِن الشُّهُب تقذفه، وَقَد يتمكن من سماع الكَلِمَة الواحدة قبل أن يدركه
الشِّهَاب، فيلقيها إِلَى الكاهن، والكاهن يكذب مَعَهَا مِائَة كذبة؛ كَلِمَة وَاحِدَة
حَقّ يكذب مَعَهَا مِائَة كذبة؛ لأجل لبس الحَقّ بِالبَاطِلِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد