أفهذا
السُّكُوت دَلِيل عَلَى جوازها؟
****
قَوْله:
«والعلماءُ والحكَّامُ ساكتون عَن
الإِنْكَار»؛ بل الحُكَّام هُم الَّذِينَ يأمرون بِهَذَا فِي وقت المُؤَلِّف.
قَوْله:
«بل أضرب لك مثلاً آخر»؛ وَهُوَ أنه
كَانَ فِي الحرم المَكِّيّ أَرْبَعَة مقامات بِحَسَبِ المذاهب الأَرْبَعَة، كل
مذهب لَهُ مقام ومحراب وإمام خَاصّ، وَالنَّاس يصلون متفرقين فِي الحرم؛ هَذَا
المَذْهَب الحَنَفِيّ يصلي فِي وقت كَذَا، وَهَذَا الحنبلي يصلي فِي وقت كَذَا...
وَهَكَذَا. بقيت هَذِهِ المقامات إِلَى أن أمر الملْك عبد العَزِيز آل سعود رحمه
الله بمنع تعدد الأَئِمَّة، وأمر بأن يصلي المُسْلِمُونَ جَمِيعًا خلف إمام واحد،
وَهَذَا من حسناته ومن إصلاحاته، وَلَكِن بقيت بنايات هَذِهِ المقامات إِلَى زَمَن
الملْك سعود رحمه الله فهدمها وأزال إِثْرهَا ولله الحَمْد. فَهَلْ كَانَ سكوت
النَّاس عَلَى هَذِهِ المقامات دَلِيلاً عَلَى الجَوَاز؟ لا.
قَوْله:
«وصيَّرت المُسْلِمِينَ ضحكةَ
الشَّيَاطِين»؛ حَيْثُ إن المُسْلِمِينَ أمة وَاحِدَة ولا يصلي بَعْضهم مَعَ
بَعْض، ولا يصلون مَعَ إمام واحد! ولا شك أن هَذَا يسر العَدُوّ ويغيض الصّديق.
قَوْله:
«وَقَد سكتَ النَّاس عَلَيْهَا»؛
فَهَلْ يُعدُّ سكوتهم حجة عَلَى جوازها؟
وَقَوْله: «ووفَد عُلَمَاء الآفَاق والأبدال والأقطاب إِلَيْهَا، وشاهدها كلُّ ذِي عَيْنَيْنِ، وسَمع بها كلُّ ذِي أُذُنَيْنِ أفهذا السُّكُوت دَلِيل عَلَى جوازها؟
الصفحة 4 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد