×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

ويأتيه السَّدَنة يكذبون عَلَى المَيِّت بأنَّه فعلَ وفعل،  وأنزل بفلان الضُّرّ، وبفلان النَّفْع، حَتَّى يَغرسُوا فِي جبلَّته كلَّ بَاطِل، وَلِهَذَا الأَمْر ثَبت فِي الأَحَادِيث النبوية اللَّعنُ عَلَى من أسْرج عَلَى القبور، وكتب عَلَيْهَا وبنى عَلَيْهَا، وَأَحَادِيث ذَلِكَ واسعةٌ معروفة، فإنَّ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ مَنْهِيّ عَنْهُ، ثُمَّ هُوَ ذَرِيعَة إِلَى مفسدة عَظِيمَة..

****

 البِلاَد لا يعتبرون المَسَاجِد الَّتِي لَيْسَ فِيهَا قبور مَسَاجِد، فَهِيَ لَيْسَت ذَات قيمة عِنْدَهُم ولا يذهبون إِلَيْهَا، وَإِنَّمَا يذهبون إِلَى المَسَاجِد الَّتِي عَلَى القبور، يسافرون لها ويجتمعون عِنْدَهَا ويهتمون بها، أَمَّا المَسَاجِد الَّتِي عَلَى السُّنَّة فَهَذِهِ رخيصة عِنْدَهُم، ولا يلتفتون إِلَيْهَا.

قَوْله: «وأُلقيت عَلَيْهِ الأورادُ والزهور»؛ فهم يطيبونها ويرشون عَلَيْهَا دهن الوَرْد، ودهن العُود والبخور.

قَوْله: «ويأتيه السَّدَنة يكذبون عَلَى المَيِّت بأنَّه فعلَ وفعل»؛ هَذَا زِيَادَة تضليل؛ فهؤلاء السدنة من الَّذِينَ يأكلون أَمْوَال النَّاس بِالبَاطِلِ، فيلقنون الزوار أن هَذَا المَيِّت فلان يقضي الحَوَائِج، ويُغْرُونهم بِذَلِكَ من أجل أن يأخذوا مِنْهُمْ النقود مُقَابِل الزِّيَارَة، ويعيشون عَلَى هَذَا وَالعِيَاذُ بالله، ويوزعون كتبًا عِنْدَ القبور فِيهَا تراجم لهؤلاء الموتى وأفعالهم، وَمَا حَصَلَ لَهُم من الكرامات...! إِلَى آخِرِهِ.

قَوْله: «وأنزل بفلان الضُّرّ، وبفلان النَّفْع، حَتَّى يَغرسُوا فِي جبلَّته كلَّ بَاطِل»؛ يَعْنِي: فِي طبع وفطرة الَّذِي لا يغلو فِيهِم حَتَّى يفسدوها.


الشرح