ذكره فِي «تَحْقِيق النصرة بتلخيص معالم دَار
الهجرة»، فَهَذِهِ أُمُور دولية لا دليلية، يتَّبع فِيهَا الآخرُ الأَوَّل. وَهَذَا
آخرُ ما أَرَدْنَاهُ مِمَّا أوردناه لَمَّا عمَّت البَلْوَى، واتُّبعت الأَهْوَاء
وأعرض العُلَمَاء عَن التنكير الَّذِي يَجِب عَلَيْهِمْ، ومالوا إِلَى ما مالت
العَامَّة إِلَيْهِ، وَصَارَ الْمُنْكَر معروفًا والمعروفُ...
****
نَقُول:
قبر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُن عَلَيْهِ قبة، لا فِي عهد الخُلَفَاء
الرَّاشِدِين، ولا فِي عهد القرون المفضلة، ولا فِي الصَّدْر الأَوَّل، وَإِنَّمَا
بُنيت عَلَيْهِ القبة متأخرة بقرون طويلة. ومَن الَّذِي بناها؟ بناها أَحَد
السَّلاَطِين بسلطته وقوته، لا بموافقة العُلَمَاء.
قَوْله:
«فِي سنة ثَمَان وسبعين وستمائة»؛ أي:
فِي القَرْن السَّابِع، فَهِيَ ما بنيت إلاَّ فِي القَرْن السَّابِع عَلَى يَد ملك
من الملوك، والملوك - كما تعرفون - لَهُم سلطة وسطوة، ولا أَحَد يقدر أن يمنعهم من
ذَلِكَ، وَلَمْ يَكُن هَذَا بمشورة مِنْ أَهْلِ العِلْم، ولا من فعل السَّلَف
الصَّالِح، وَهَذَا بعد عصور الفاطمية الَّتِي جلبت القبورية عَلَى المُسْلِمِينَ
فِي بلاد مِصْر وَغَيرهَا، وَهَذَا الملْك جَاءَ بعدهم، وبنى هَذِهِ القبة تأثرًا
بهؤلاء الفاطميين الشِّيعَة الباطنية وهم أَوَّل مَن أدْخل القبورية والصوفية
عَلَى المُسْلِمِينَ.
قَوْله:
«ذكره فِي «تَحْقِيق النصرة بتلخيص معالم
دَار الهجرة»؛ هَذَا كِتَاب فِي تَارِيخ المَدِينَة، ذكر أن الَّذِي بنى
هَذِهِ القبة هُوَ هَذَا الملْك فِي القَرْن السَّابِع من الهجرة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد