×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

منكرًا، وَلَمْ نجد من الأَعْيَان ناهيًا عَن ذَلِكَ ولا زاجرًا.

****

 قَوْله: «فَهَذِهِ أُمُور دولية لا دليلية»؛ هَذِهِ أُمُور دولية سلطانية، وليست دَلِيلاً، إِنَّمَا الدَّلِيل ما جَاءَ فِي كِتَاب الله وفي سُنَّة رَسُول الله، لا ما يعمله الملوك والسلاطين ولو كَانُوا من المُسْلِمِينَ، فَلاَ يُستدل بما فعلوه.

قَوْله: «يتَّبع فِيهَا الآخرُ الأَوَّل»؛ ولا أَحَد يستطيع أن يقف فِي وجوههم.

فإن قلت: لِمَاذَا لا تُزال هَذِهِ القبة الآنَ؟

نَقُول: هَذِهِ قبة وُجدت ومرَّ عَلَيْهَا تَارِيخ طَوِيل، ولو أزيلت لحدث فتنة بِسَبَب إزالتها، خَاصَّة مِنْ أَهْلِ الضَّلاَل؛ سوف يَقُولُونَ: احتقرتم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ! ولا تحبون الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ! وَدَرْء المفاسد مقدم عَلَى جلب المصَالِح، وَارْتِكَاب أخف الضررين لدفع أعلاهما.

قَوْله: «وَهَذَا آخرُ ما أَرَدْنَاهُ مِمَّا أوردناه لَمَّا عمَّت البَلْوَى»؛ أي: هَذَا آخر ما أورده المُصَنِّف رحمه الله فِي مَسْأَلَة القبور والغلو فِيهَا.

قَوْله: «وأعرض العُلَمَاء عَن التنكير»؛ هَذَا لَيْسَ عَلَى عمومه؛ فمن العُلَمَاء مَن يُنْكر هَذَا ويُبين بطلانه، وَلَكِن لا يُؤْخَذ بقولهم.

قَوْله: «وَلَمْ نجد من الأَعْيَان ناهيًا عَن ذَلِكَ ولا زاجرًا»؛ هَذَا بِاعْتِبَارِ الأَغْلَب، ولا يمنع هَذَا أن يَكُون مِن العُلَمَاء مَن أنكر ذَلِكَ؛ كما حَصَلَ من شَيْخ الإِسْلاَم ابْن تيمية وَابْن القيم وممن جَاءَ بعدهم كشيخ الإِسْلاَم مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ، وَهَذَا مَوْجُود فِي كتبهم ورسائلهم.


الشرح