×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

والله جل وعلا يَقُول: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [يُونُس: 62]، وَلَكِنَّهُم لا يذكرون الآيَة الثَّانِيَة: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [يُونُس: 63]؛ فأولياء الله من هُم؟ ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ، وَلَيْسَ أولياء الله المشعوذين والدجالين والكذبة، والذين لا يُصَلُّون ولا يجتنبون الفَوَاحِش ويقولون: أَنَّهُم لَيْسَ عَلَيْهِمْ تكليف! فقد وصلوا إِلَى الله، وليسوا بِحَاجَة إِلَى الأَعْمَال، ولا إِلَى العِبَادَة.

قَوْله: «خوارقُ عادات»؛ وَهِيَ الأُمُور الَّتِي تجري عَلَى خِلاَف العَادَة، هَذِهِ تُسَمَّى خوارقَ، وهذه لها ثَلاَث حالات:

الحَالَة الأُولَى: إن جرت عَلَى يَد نَبِيّ من الأَنْبِيَاء فَهِيَ معجزة، كالعصا لموسى، وإحياء الموتى لعيسى، والقرآن لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا جرى خارق العَادَة عَلَى يَد نَبِيّ فَهُوَ معجزة من المعجزات النبوية.

الحَالَة الثَّانِيَة: وإن جرت عَلَى يَد عبد صالح فَهِيَ كرامة، ولا تحصل الكرامة لَهُ إلاَّ بِاتِّبَاعِ النَّبِيِّ.

الحَالَة الثَّالِثَة: إِذا جرت هَذِهِ الخوارق عَلَى يَد فاجر أو سَاحِر، فإن هَذِهِ خوارق شيطانية لَيْسَت بمعجزات، وليست بكرامات؛ مِثْل المَشْي عَلَى المَاء، وَالدُّخُول فِي النَّار، وغير ذَلِكَ مِمَّا تعمله الشَّيَاطِين مَعَ أوليائها، ويظن النَّاس أنها من كراماتهم وَإِنَّمَا هِيَ من أَعْمَال الشَّيَاطِين، يعملها الشَّيَاطِين عَلَى يَد هَؤُلاَءِ ليغروا النَّاس بهم، وأن هَذِهِ كرامات، وأنهم أولياء، فليُتنبه لِهَذَا الأَمْر.


الشرح