وَأُمُور
تُظنُّ كرامات؛ كطعن أنفسهم بالآلات الحَادَّة،
****
وَقَد نبه عَلَى هَذَا شَيْخ الإِسْلاَم ابْن
تيمية فِي كِتَابه «الفُرْقَان بَين أولياء
الرَّحْمَن وأولياء الشَّيْطَان»، وَكَذَلِكَ لَهُ قَاعِدَة فِي الكرامات
والمعجزات، وَقَد بَين هَذَا وفصَّل.
قَوْله:
«وَأُمُور تُظنُّ كرامات»؛ وهذه
لَيْسَت كرامات؛ ويوهمون النَّاس بها.
قَوْله:
«كطعن أنفسهم بالآلات الحَادَّة»؛
يطعنون أنفسهم بالسكاكين ولاَ تَضُرّهم، وَهَذَا لَيْسَ بصحيح، بل هَذَا تدجيل
وقُمرة وتخييل، فَهُوَ لا يطعن نفسه حَقِيقَة، وَإِنَّمَا يصور الشَّيْطَان
لِلنَّاسِ أنه يطعن نفسه، وَبَعْضهم يعمل حيلة خفية؛ كَانَ يأتي بِشَيْءٍ عَلَى
شكل السِّكِّين أو السَّيْف مملوء بالدم، أو شَيْء مجوف يشبه السَّيْف، أو يشبه
السِّكِّين فيطعن به نفسه، فَإِذَا اصطدم بجسم الإِنْسَان انفجر مِنْهُ الدَّم
فيظن الرَّائِيّ أن هَذَا الدَّم من الإِنْسَان، وأن هَذِهِ كرامات كما
يَقُولُونَ، وَهِيَ لَيْسَت كرامة.
أو
يأكلون النَّار بِأَفْوَاهِهِم، وَهَذَا غلط؛ فهم لا يأكلون النَّار ولا يقربونها،
وَإِنَّمَا هَذَا تخييل شيطاني، وَكَذَا يظهرون أَنَّهُم يمسكون الحَيَّات ولاَ
تَضُرّهم، وَهَذَا تخييل؛ لأن الشَّيْطَان يتصور بصورة حية، ويقع فِي يَد هَذَا
الفاجر فيمسكه، ويظنون أن هَذِهِ كرامة، وحين يمسك الحَيَّة ولاَ تَضُرّه ولا تلدغه،
وَمَا أَشْبَه ذَلِكَ.
ولما
ادعى قوم يُقَال لَهُم: البطائحية، وهم الرفاعية عَلَى عهد الشَّيْخ تقي الدّين
ابْن تيمية أَنَّهُم يدخلون النَّار، قَالَ: تعالوا أنا وإياكم ندخل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد