وحملهم
لمِثل الحَنَش والحيَّة والعقرب، وأكلهم النَّار، ومسِّهم إِيَّاهَا بِالأَيْدِي،
وتقلُّبهم فِيهَا بالأجسام.
****
النَّار، وَلَكِن بَعْدَ أَن نغسل جسومنا بالخل
والماء الحَارّ قبل أن ندخل النَّار، وَهِيَ مادة تزيل الشعوذة الَّتِي عَلَى
أَرْجُلهم؛ فهم يدهنون أَرْجُلهم بِشَيْءٍ واقٍ من النَّار، فامتنعوا؛ لأَِنَّهُم
يعرفون أَنَّهُم إِذا تجردوا من هَذِهِ المادة فالنار ستحرقهم، فخَصِمهم رحمه الله
وأبطلهم أمام النَّاس ([1]).
قَوْله:
«وحملهم لمِثل الحَنَش والحيَّة والعقرب»؛
يظن الرَّائِيّ لَهُم أنها حية وعقرب، وفي الحَقِيقَة هُوَ الشَّيْطَان يتصور
بصورة حية أو عقرب.
قَوْله:
«وأكلهم النَّار»؛ وهم لا يأكلون
النَّار ولا يقربونها وَإِنَّمَا هَذَا تخييل، والتي معهم لَيْسَت بنار حَقِيقَة،
إِنَّمَا هِيَ سحر وقُمرة، مِثْل سحر قوم فرعون قَالَ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّآ
أَلۡقَوۡاْ سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ
عَظِيمٖ﴾ [الأَعْرَاف: 116]، لم يقل
الله عز وجل: سَحَرُوا النَّاسَ، بل قَالَ: ﴿سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ﴾،
فهم يأتون بِأَشْيَاءَ من الحِيَل الَّتِي لا ينتبه لها النَّاس، فيظنون أنها
كرامات، وَهِيَ حيل شيطانية.
قَوْله: «ومسِّهم إِيَّاهَا بِالأَيْدِي، وتقلُّبهم فِيهَا بالأجسام»؛ وَهَذَا مِثْل فعل أَحَدهم حِين يستلقي عَلَى الأَرْض وتدهسه السيارة وَهُوَ نائم عَلَى المسامير، وَهُوَ كذاب؛ فلم تمر عَلَيْهِ السيارة، وَإِنَّمَا سحر أعين النَّاس وَهِيَ بعيدة عَنْهُ، فَهَذَا مِثْل قَوْل الله جل وعلا: ﴿يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾ [طَهَ: 66]؛ يَعْنِي: العِصِيّ الَّتِي ألقاها قوم فرعون حَيْثُ حشوها بالزئبق
([1]) انظر: مجموع الفتاوى (11/ 465).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد