والمواد المتحركة فَصَارَت تتحرك كأنها حيات.
وَقَوْله تَعَالَى: ﴿يُخَيَّلُ
إِلَيۡهِ﴾؛ يَعْنِي: يُخيل إِلَى موسى
عليه السلام، وقوله تعالى: ﴿قَالَ بَلۡ أَلۡقُواْۖ فَإِذَا حِبَالُهُمۡ وَعِصِيُّهُمۡ
يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ ٦٦فَأَوۡجَسَ فِي نَفۡسِهِۦ
خِيفَةٗ مُّوسَىٰ ٦٧﴾ [طَهَ:
66- 67] من هَذَا المشهد العَظِيم، فأوحى الله إِلَيْهِ، قال تعالى: ﴿قُلۡنَا لَا تَخَفۡ
إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ ٦٨وَأَلۡقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلۡقَفۡ مَا صَنَعُوٓاْۖ
إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيۡدُ سَٰحِرٖۖ وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ ٦٩﴾ [طَهَ: 68- 69]، فَلَمَّا ألقى عصاه عليه الصلاة
والسلام الْتَهَمَت كل ما فِي الوادي من سِحرِهم، حَتَّى خشوا عَلَى أنفسهم أن
تلتهمهم هَذِهِ الحَيَّة، وطلبوا من موسى أن يكفَّها عَنْهُم، عِنْدَ ذَلِكَ علم
السَّحرة أن هَذَا لَيْسَ سحرًا، وَإِنَّمَا هُوَ من صنع رب العَالمين فأسلموا؛
قَالَ تَعَالَى: ﴿فَأُلۡقِيَ
ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدٗا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَٰرُونَ وَمُوسَىٰ﴾ [طَهَ: 70]؛ لأَِنَّهُم أهل فن بِالسّحر فعرفوا أن
هَذَا لَيْسَ بسحر، ولا من صنع موسى عليه السلام، وَإِنَّمَا هُوَ من صنع الله عز
وجل، فعند ذَلِكَ تابوا إِلَى الله وَأَسْلمُوا.
وانعكس
هَذَا عَلَى فرعون وقومه؛ فالسَّحرة الَّذِينَ أتوا بهم صاروا ضدهم الآنَ،
وانقلبوا عَلَيْهِمْ، وصاروا مَعَ موسى عليه السلام، بَعْدَ أَن اجْتَمعُوا ضده
أمام النَّاس يَوْم الزِّينَة، واجتمع النَّاس وهم يَقُولُونَ: لعلنا نتبع
السَّحرة إن كَانُوا هُم الغالبين، فَهُوَ مشهد عَظِيم، لله فيه حكمة من أجل إظهار
الحَقّ علانية، وَعَلَى مرأى ومسمع من فرعون وقومه؛ حَتَّى تبين الحَقّ ولله
الحَمْد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد