×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

قلتُ: هَذِهِ أَحْوَال شيطانيَّة، وإنَّه لَمُلَبَّسٌ عَلَيْك إن ظننتَها كرامات للأموات، أو حسنات للأحياء؛ لَمَّا هَتَف هَذَا الضَّالّ بِأَسْمَائِهِم، وجعلهم أندادًا وشركاءَ لله تَعَالَى فِي الخلق والأمر، فهؤلاء الموتى والمقبورون أَنْت تفرق أَنَّهُم أولياء الله تَعَالَى.

فَهَلْ يَرضَى وليُّ الله أن يجعلَه المجذوبُ أو السالكُ شريكًا لله تَعَالَى وندًّا؟

****

 قَوْله: «كطعن أنفسهم بالآلات الحَادَّة، وحملهم لمِثل الحَنَش والحيَّة والعقرب، وأكلهم النَّار، ومسِّهم إِيَّاهَا بِالأَيْدِي، وتقلُّبهم فِيهَا بالأجسام»؛ وهذه الأَشْيَاء يعملونها الآنَ فِيمَا يُسَمُّونَهُ بالسيرك، ويسمونها رياضة، وَهِيَ رياضة شيطانية؛ فالذي يعمل لَهُم هَذِهِ الأَعْمَال ويعينهم عَلَيْهَا هِيَ الشَّيَاطِين؛ فَهَذَا يَمْشِي عَلَى الحَبل، وَهَذَا يدخل فِي النَّار، وَهَذَا يبلع النَّار، ويلفظها، وَهَذَا يبلع المسامير والزجاج! وَهَذَا كله عمل شَيَاطِين، وَلَيْسَ بصحيح، إِنَّمَا هُوَ سحر تخييلي وقُمرة.

قَوْله: «قلتُ: هَذِهِ أَحْوَال شيطانيَّة»، وليست كرامات، وَإِنَّمَا هِيَ أَحْوَال شيطانية، وخوارق شيطانية.

قَوْله: «وإنَّه لَمُلَبَّسٌ عَلَيْك إن ظننتَها كرامات للأموات»؛ والعلامة واضحة أنها لَيْسَت كرامات، وَإِنَّمَا هِيَ شيطانيات، فما هِيَ العَلامَة؟ العَلامَة هِيَ حَال مَنْ تجري عَلَى يَده؛ هَل هُوَ عبد صالح أم فاجر؟ فإن كَانَت تجري عَلَى يَد عبد صالح فَهِيَ كرامة، وإن كَانَت عَلَى يَد كافر فاجر فَهِيَ خوارق وَأَعْمَال شيطانية. ويجب الفُرْقَان بينهما، بأن يُنظر فِي حَال مَنْ تجري عَلَى يَدَيْهِ، فَلاَ يلتبس علينا هَذَا الأَمْر.


الشرح