قَوْله:
«لَمَّا هَتَف هَذَا الضَّالّ
بِأَسْمَائِهِم، وجعلهم أندادًا وشركاءَ لله تَعَالَى فِي الخلق والأمر»؛
ثُمَّ جَاءَت الشَّيَاطِين عَلَى ألسنة الأَمْوَات تخاطب مَنْ يدعوهم، وتقول: قضينا
حاجتك، ويحضرون لَهُ أَشْيَاء، ويقولون: قَد جاءك بها الولي، وهم فِي الحَقِيقَة
يسرقونها من أَمْوَال النَّاس، ويقولون: هَذِهِ كرامة الولي! فَلاَ يغتر بِهَذَا.
قَوْله:
«فهؤلاء الموتى والمقبورون أَنْت تفرق
أَنَّهُم أولياء الله تَعَالَى»؛ وَنَحْنُ لا نجزم لأحد أنه ولي الله، إلاَّ
مَنْ شهد لَهُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، أَمَّا هَذَا فنحن لا نجزم لَهُ
بِذَلِكَ وَلَكِن نُحسن به الظَّنّ، وَنَقُول: نرجو لَهُ الخَيْر، أَمَّا أَنَّنَا
نَقُول: هَذَا ولي لله بدون دَلِيل، فَلاَ يَجُوزُ هَذَا.
قَوْله:
«فَهَلْ يَرضَى وليُّ الله أن يجعلَه
المجذوبُ أو السالكُ شريكًا لله تَعَالَى وندًّا؟»؛ ولي الله لا يرضى أن يُجعل
ندًّا لله، ولي الله لا يرضى أن يُستغاث به، ولا أن يُذبح لَهُ، إِذًا لا يَكُون
وليًّا لله إِذا رضي بأن يُعمل الشِّرْك ويُنسب إِلَيْهِ، فَهُوَ حِينَئِذٍ لَيْسَ
وليًّا لله، وَإِنَّمَا هُوَ ولي للشيطان، وَلَكِن الولي الصَّحِيح لا يرضى
بِهَذَا بل يُنكِره، ويجاهد أهله يَوْم أن كَانَ عَلَى قيد الحَيَاة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد