لا يَسجدون لله سجدة، ولا يذكرون الله وحده.
فإن زَعَمت هَذَا،
فقد أثْبت الكرامات للمشركين الكافرين وللمجانين، وهدمتَ بِذَلِكَ ضوابطَ
الإِسْلاَم وقواعد الدّين المبين والشرع المتين.
****
قَوْله:
«التَّابِعِينَ لكلِّ بَاطِل، المنغمسين
فِي بحار الرذائل، الَّذِينَ....»
قَوْله:
«لا يَسجدون لله سجدة، ولا يذكرون الله
وحده»؛ كيف تزعم أَنَّهُم أولياء، وهم منغمسون فِي كل بَاطِل وكل رذيلة
وجريمة؟ يَقُولُونَ: هَؤُلاَءِ لَيْسَ عَلَيْهِمْ تكاليف؛ فقد خرجوا من التكاليف
ووصلوا إِلَى الله؛ وَلِذَلِكَ لا يحرم عَلَيْهِمْ شَيْء، وَلاَ يَجِب عَلَيْهِمْ
شَيْء؛ لأَِنَّهُم وصلوا! انْظُر كيف يتدرج الشَّيْطَان بِابْن آدَم، فَلاَ أَحَد
يخرج من العبودية أَبَدًا؛ فالله جل وعلا قَالَ لنبيه وَهُوَ أفضل الخلق: ﴿وَٱعۡبُدۡ
رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾
[الحجر: 99]، لا أَحَد يخرج عَن العبودية لله عز وجل، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِن كُلُّ مَن
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا﴾ [مَرْيَم: 93].
قَوْله:
«الَّذِينَ لا يَسجدون لله سجدة، ولا
يذكرون الله وحده»؛ فهم يَقُولُونَ: لَيْسَ علينا سُجُود؛ فنحن أولياء الله؛
لأننا خَاصَّة الخَاصَّة بزعمهم!
قَوْله: «فإن زَعَمت هَذَا، فقد أثْبت الكرامات للمشركين الكافرين وللمجانين»؛ وهذه لَيْسَت بكرامات، وَإِنَّمَا هِيَ خوارق شيطانية، وفرق بَين خوارق الشَّيْطَان وكرامات الرَّحْمَن.
الصفحة 9 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد