وَقَد ثَبت فِي الأَحَادِيث أنَّ الشَّيَاطِين
والجانَّ يتشكَّلون بِأشْكَال الحَيَّة والثعبان، وَهَذَا أمرٌ مقطوعٌ بوقوعه، فهم
الثعابين الَّتِي يُشاهدها الإِنْسَان فِي أيدي المجاذيب، وَقَد يَكُون ذَلِكَ مِن
بَاب السّحر، وَهُوَ أنواع، وتعلُّمُه لَيْسَ بالعسير، بل بَابه الأَعْظَم هُوَ
الكفرُ بالله وإهانةُ ما عظَّمه الله، مِن جَعْل مُصحَف فِي كَنيف ونحوه.
فَلاَ يَغتَرَّ
مَن يشاهدُ ما يَعظُمُ فِي عينيه من أَحْوَال المجاذيب من الأُمُور الَّتِي يراها
خوارق، فإنَّ لِلسّحر تأثيرًا عظيمًا فِي الأفعال، وَهَكَذَا الَّذِينَ يقلبون
الأَعْيَان بِالأَسْحَارِ وَغَيرهَا،
****
دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي
وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَآ أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ﴾ [إِبْرَاهِيم: 22]؛ يَعْنِي: لا أنا أقدر عَلَى إغاثتكم
وإنقاذكم، ولا أنتم تقدرون عَلَى إغاثتي وإنقاذي؛ فَلاَ أَحَد مِنْهُمْ ينفع الآخر
يَوْم القِيَامَة فهم فِي النَّار، وَالعِيَاذُ بالله.
هَذِهِ
النتيجة لكل ما سبق، وَهَذَا تعليق المُصَنِّف رحمه الله.
قَوْله:
«وَقَد يَكُون ذَلِكَ مِن بَاب السّحر،
وَهُوَ أنواع»؛ فقد يَكُون هَذَا سحرًا تخييليًّا، الَّذِي يسميه النَّاس
القُمرة؛ فيأتي بالحشرات عَلَى أنها خراف، فَإِذَا انتهت القمرة عادت حشرات.
قَوْله:
«بل بَابه الأَعْظَم هُوَ الكفرُ بالله»؛
فالذي يُسهِّل السّحر هُوَ الكفرُ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ
ٱلسِّحۡرَ﴾ [البَقَرَة: 102].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد