مقدِّمة الشَّارح
****
الحَمْد
للهِ رَبِّ العَالمين، وصلى الله وسلم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ، أَمَّا بعد:
«تطهير الاِعْتِقَاد»:
التَّطْهِير
مَعْنَاه: إِزَالَة النَّجَاسَة عَن الشَّيْء؛ سَوَاء كَانَت
هَذِهِ النَّجَاسَة حسية كالبول والغائط وباقي النجاسات، أو كَانَت معنوية كالشرك
وَالبِدَع والمحدثات؛ قَالَ تَعَالَى لنبينا صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ
نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ﴾ [التَّوْبَة: 28]؛ لأن المَسْجِد الحَرَام مَسْجِد
التَّوْحِيد مُنْذُ أن بَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام وأَمَرَهُ الله أن
يُطهِّرَه؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن
طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]؛ يُطهِّره من النَّجَاسَة الحسية، ومن
النَّجَاسَة المعنوية وَهِيَ الشِّرْك، فالشرك نجاسة وَهُوَ أَشَدُّ من
النَّجَاسَة الحسية؛ فَهُوَ يُنجِّس العَقِيدَة ويُنجِّس صَاحِبَهَا، فَالمُشْرِك
نَجسٌ وَعَقِيدَته نجسةٌ بالشرك، والشيخ رحمه الله اشتَقَّ هَذَا الاِسْم «تطهير الاِعْتِقَاد» من هَذَا المَعْنى.
«عَن أدران الإِلْحَاد»:
«أدران»:
جَمْع «دَرَن»، وَهُوَ الوسخ.
«الإِلْحَاد»:
هُوَ الشِّرْك والكفر بالله عز وجل، وَالإِلْحَاد فِي اللُّغَة مَعْنَاه: الميل،
وَالإِلْحَاد فِي العَقِيدَة: الميل بها عَن الحَقِّ إِلَى الاِعْتِقَاد البَاطِل؛
قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يُلۡحِدُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخۡفَوۡنَ عَلَيۡنَآۗ﴾
[فُصِّلَتْ: 40]؛ أي: يَمِيلُون بها عَن طَرِيق الحَقّ بالتأويلات البَاطِلَة
وبالمعاني الفَاسِدَة، ويُحمِّلونها ما لا تَحتَمِل، ويَصرِفُونها عَن الحَقِّ.
الإِلْحَاد فِي الأَسْمَاء