والصفات، مَعْنَاه: تأويل الأَسْمَاء والصفات
عَن معانيها الصَّحِيحَة إِلَى معانٍ غير صَحِيحَة.
وَهُوَ
متفاوِت، فَبَعْضه أَشَدُّ من بَعْض؛ فالذي لا يَعتقد أن هُنَاك إلهًا وربًّا
ويضيف الأُمُور إِلَى الطبيعة فَهَذَا مُلْحِد أشد الإِلْحَاد، وَالَّذِي يؤمن
بالله وَلَكِن يَعبد مَعَهُ غَيره، ويَدعو مَعَهُ غَيره فَهَذَا إلحادٌ أَيْضًا
فِي العِبَادَة وَهَذَا هُوَ الَّذِي عناه الشَّيْخ فِي هَذَا العنوان وَهُوَ
الإِلْحَاد فِي العَقِيدَة.
وَكَذَلِكَ
سَائِر المعاصي هِيَ نوع من الإِلْحَاد، وميلٌ عَن الحَقِّ؛ فَالإِلْحَاد
يَتَفَاوتُ، فَبَعْضه أَشَدُّ من بَعْض، وكله بَاطِلٌ.
والمؤلف
هُوَ الإِمَام الأَمِير الشَّيْخ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الكحلاني اليمني،
سُمِّيَ الأَمِير؛ لأنه من الأُسْرَة الحاكمة باليمن.
وَاليَمَن
- كما هُوَ مَعْلُوم - تكثر فيه عَقِيدَة الزيدية، فَيُدَرِّسون فِقْهَ الزيدية،
وَعَقِيدَة الزيدية المتأخرة دَخَلَ عَلَيْهَا الاعتزال - وَهُوَ عَقِيدَة المُعْتَزِلَة
-، لَكِن هُنَاك فئةٌ مَنَّ الله عَلَيْهَا بالبحث عَن الحَقّ، ومالوا إِلَى علم
الحَدِيث، واعتَنَوْا به فنَفَعَهم الله به، وعادوا إِلَى مذهب أهل السنة؛ لأن
عِلم الحَدِيث خير ونور وبرهان، من هَؤُلاَءِ الإِمَام الصَّنْعَانِيّ والإمام
الشوكاني، وشيخهم ابْن الوزير، وَمِنْهُم المغربي صاحب «البَدْر التَّمَام شَرْحُ بُلُوغ المرام».
فهؤلاء
مَنَّ الله عَلَيْهِمْ بعلم الحَدِيث، ومحبة الحَدِيث والإقبال عَلَيْهِ،
فتَرَكُوا المَذْهَبَ الزيديَّ، أو تَرَكُوا غَالِبَهُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ
دَلِيلٌ، وَأَخَذُوا بفقه الحَدِيث وصاروا من المُحَدِّثِين، وَهَذَا شَيْء
بَارِزٌ فِي مؤلَّفاتهم، وإن كَانَ لا يَخْلُو كَلاَمُهم فِي بَعْض الأَحْيَان من
أَشْيَاء لا ندري هَل هُم يُجامِلون فِيهَا أم أنها بَاقِيَة فِيهِم، وَلَكِنَّهَا
لاَ تَضُرّهم، وَهِيَ أَشْيَاء بسيطة،