وَقَد يُنتَقَدون فِيهَا، وَلَكِن فضائلهم
وعِلمهم وجهادهم وجهودهم تُشكَر وتَغمُر ما قَد يَحصل أو يَقَع من خَطَأ بسيطٍ أو
يَسِير.
ومن
فضائل الإِمَام مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل أنه ناصَرَ دعوة الشَّيْخ مُحَمَّد بْن
عَبْدِ الوَهَّابِ، وَقَد نَظَمَ قصيدةً معروفةً فِي نصرة الشَّيْخ ودَعوَتِه
وَالثَّنَاء عَلَيْهِ، يَقُول فِي أولها:
سلام عَلَى نجدٍ ومن حَلَّ فِي نجد **** وإن كَانَ
تسليمي عَلَى البُعْد لا يجدي
إِلَى
أن قَالَ:
قفي واسألي عَن عالِمٍ حّلَّ سوحها **** به يهتدي من
ضَلَّ عَن منهج الرُّشْد
مُحَمَّد الهادي لِسُنَّة أَحْمَد **** فيا حبذا الهادي
ويا حبذا المَهدي
إِلَى
أن قَالَ:
فقد جَاءَت الأَخْبَار - عَنْهُ – بأنه **** يعيد لَنَا الشَّرْعَ
الشَّرِيفَ بما يبدي
وَهِيَ
قصيدة عَظِيمَة قَالَهَا فِي الشَّيْخ، إلاَّ أنه كَانَ فِي بلاد نَجْدٍ من
عُلَمَاء الضَّلاَل مَنْ غَاظَهُم هَذَا؛ لأَِنَّهُم يُعادُون دعوة التَّوْحِيد،
فغاظَتْهُم هَذِهِ القصيدة وذَهَبَ مِنْهُمْ وفدٌ إِلَى اليَمَن، مِنْهُمْ من
يُدْعَى مربدًا التَّمِيمِيَّ وغيره، فنَشرُوا عَن الشَّيْخ الأكاذيب هُنَاك؛
فَقَالُوا: إنه يَقتُل المُسْلِمِينَ ويَستَحِلُّ دماءهم وأموالهم، ويُكَفِّر
المُسْلِمِينَ... إِلَى غير ذَلِكَ، فلَبَّسُوا عَلَى النَّاس، حَتَّى نَظَمُوا
قصيدةً عَلَى نَمَطِ قصيدة الصَّنْعَانِيّ ونَسَبُوها إِلَيْهِ، فَقَالُوا فِي
أولها:
رَجَعتُ عَن القَوْل الَّذِي قُلتُ فِي النجدي **** فقد
صَحَّ لي عَنْهُ خِلاَف الَّذِي عِنْدِي
فقد جاءنا من أَرْضه الشَّيْخ مربد **** فأبدى لَنَا من
حَاله ما يبدي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد