×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

فكل رَسُول أَوَّل ما يَقرَع به أسماعَ قومه قَوْله: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ [الأَعْرَاف: 59]،﴿أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ [هُود: 2]، ﴿أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ [نُوح: 3]، وَهَذَا هُوَ الَّذِي تَضَمَّنَه قَوْل: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ».

فَإِنَّمَا دَعَت الرُّسُلُ أُمَمَها إِلَى قَوْل هَذِهِ الكَلِمَة وَاعْتِقَاد مَعْنَاهَا، لا مُجَرَّد قَوْلِهَا باللسان

****

  قَوْله: «فكل رَسُول أَوَّل ما يَقرَع به أسماعَ قومه قَوْله: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ [الأَعْرَاف: 59:]، قَالَهَا نُوح، وهود، وصالح، وشعيب، وَإِبْرَاهِيم، جَمِيع الأَنْبِيَاء، أَوَّل ما يقوله الرَّسُول: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ [الأَعْرَاف: 59]، وَلَمْ يقولوا: أَقِرُّوا واعتَرِفُوا بِأَنَّ اللهَ هُوَ الرَّبّ؛ لأَِنَّهُم مُقِرُّون بِأَنَّ اللهَ هُوَ الرَّبُّ، وَلَكِن يَقُولُونَ: ﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ [الأَعْرَاف: 59] قَالَ نُوح عليه السلام وَهُوَ أَوَّل الرُّسُل لقومه: ﴿قَالَ يَٰقَوۡمِ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٌ ٢أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ٣ [نُوح: 2، 3].

فَلاَ يَستحق العِبَادَة إلاَّ هُوَ سبحانه وتعالى، وَقَوْله تَعَالَى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ [الإِسْرَاء: 23]؛ أي: حَكَمَ وأَمَرَ ووَصَّى، وَهَذَا قَضَاء شرعيٌّ، وَلَيْسَ قَضَاء قَدَرِيًّا.

قَوْله: «وَهَذَا هُوَ الَّذِي تَضَمَّنَهُ قَوْل: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»؛ أي: هَذَا هُوَ مَعْنى «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»؛ أي: لا معبود بِحَقّ إلاَّ الله؛ لأن الإِلَه مَعْنَاه المعبود، والألوهية مَعْنَاهَا العبودية، مِنْ أَلِهَ يَأْلَهُ إِذا أَحَبَّ، والمحبة هِيَ العبودية، هَذَا مَعْنى «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، أَمَّا هَؤُلاَءِ هُم


الشرح