×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

وَلِهَذَا لَم تَرِد الآيَات - فِي الغالب - إلاَّ بصيغة استفهام التَّقْرِير، نحو: ﴿هَلۡ مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ [فَاطِر: 3] ؟ ﴿أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ [النَّحْل: 17] ؟ ﴿أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ [إِبْرَاهِيم: 10] ؟ ﴿قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ [الأَنْعَام: 14] ؟ ﴿هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ [لُقْمَان: 11] ؟ ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ [فَاطِر: 40] ؟ استفهام تقرير لَهُم؛ لأَِنَّهُم به مُقِرُّون.

وبهذا تَعرف أن المشركين لم يَتَّخِذوا الأَوْثَان والأصنام وَلَمْ يَعبُدوها، وَلَمْ يَتَّخِذوا المسيح وأُمَّه، وَلَمْ يَتَّخِذوا الملائكة شركاء لله تَعَالَى، لأجل أَنَّهُم أَشرَكُوهم فِي خَلْقِ السَّمَوَات وَالأَرْض، وفي خَلْقِ أنفسهم؛

****

  قَوْله: «إلا بصيغة استفهام التَّقْرِير»؛ يَعْنِي: لَيْسَ استفهام استخبارٍ، وَإِنَّمَا هُوَ تقرير وَإِثْبَات لما يَقُولُونَ وإلزام لَهُم به.

ولَمَّا ذَكَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّمَوَات وَالأَرْض، قَالَ: ﴿هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ بَلِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ [لُقْمَان: 11]، وَقَوْله تَعَالَى: ﴿فَأَرُونِي [لُقْمَان: 11] هَذَا تحدٍّ لَهُم، ﴿فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ [لُقْمَان: 11]؛ أي: الَّذِينَ تعبدونهم أَرُونِي شَيْئًا خَلَقُوه.

قَوْله: «استفهام تقرير لَهُم؛ لأَِنَّهُم به مُقِرُّون» فَهُوَ إِلْزَام لَهُم؛ لأَِنَّهُم مُقِرُّون به: ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ [الأَحْقَاف: 4]، فاستَدَلَّ عَلَيْهِمْ بالعقل والنقل.


الشرح