مُعْتَقدين لِمَعْنَاهَا، عاملين بمقتضاها، وأن لا يدعو مَعَ الله أحدًا، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿لَهُۥ دَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيۡءٍ﴾ [الرَّعْد: 14]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المَائِدَة: 23]؛
****
قَوْله: «مُعْتَقدين لِمَعْنَاهَا، عاملين بمقتضاها»، وَلَيْسَ مُجَرَّد التلفظ بها؛ بل لاَ بُدَّ أن يَفهموا مَعْنَاهَا، وأن يَعملوا بمقتضاها، فَلاَ تَنفَع إلاَّ بِهَذَا.
وَقَوْله تَعَالَى: ﴿لَهُۥ دَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيۡءٍ﴾ [الرعد: 14]، ﴿دَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ﴾هِيَ دُعَاء الله وحده؛ فَالدُّعَاء الصَّحِيح وَالدُّعَاء الحَقّ هُوَ دعوة الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَدُعَاء غَيره بَاطِل، ﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ﴾؛ يَعْنِي: مَعَهُ ﴿لَا يَسۡتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيۡءٍ﴾؛ أي: لاَ تَنفَعهم هَذِهِ الأَصْنَام وهذه المعبودات وهذه القبور، ولا تنجيهم من النَّار يَوْم القِيَامَة، ﴿لَا يَسۡتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيۡءٍ﴾ أي شَيْء، وَرُبَّمَا يحصل لَهُم شَيْء من النَّفْع وَلَكِن هَذَا من بَاب الاستدراج، فَرُبَّمَا تُقضى حوائجهم، وَلَكِن هَذَا لَيْسَ بخيرٍ لَهُم وَلَكِن هَذَا من بَاب الاستدراج، وَالعِيَاذُ بالله، ﴿إِلَّا كَبَٰسِطِ كَفَّيۡهِ إِلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَٰلِغِهِۦۚ﴾لا يصل المَاء إِلَى فمك؛ لأنك خالَفتَ الأَسْبَاب، وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ الله لِلْمُشْرِكِ، ﴿وَمَا دُعَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ﴾ [الرَّعْد: 14].
فاحذروا الشِّرْك فِي العِبَادَة، فَلاَ يأت أَحَد ويُلَبِّس عَلَيْك ويقول: اتركوا النَّاس عَلَى عَقَائِدهم، وَادْعُو إِلَى الوحدة، وإلى التراحم والتعاطف، وإلى التسامح، واتركوا النَّاس عَلَى عَقَائِدهم! ما هَذِهِ