وَكَذَلِكَ تَسْمِيَة القبر مشهدًا، ومن يعتقدون
فيه وليَّا، لا يُخرِجه عَن اسم الصَّنَم والوثن؛ إِذ هُم مُعامِلون لها
مُعَامَلَة المشركين للأصنام، ويطوفون بهم طواف الحجَّاج بِبَيْت الله الحَرَام،
ويستلمونهم استلامهم لأركان البَيْت، ويُخاطِبون المَيِّت بِالكَلِمَاتِ الكفرية،
من قَوْلهم: عَلَى الله وعليك، ويهتفون بِأَسْمَائِهِم عِنْدَ الشَّدَائِد
وَنَحْوهَا.
وكل قومٍ لَهُم
رَجُل ينادونه.
****
قَوْله:
«وكل ذَلِكَ اسمه عِنْدَ الله ظلمٌ وعدوان»؛
فتغيير الاِسْم لا يغير الحَقِيقَة.
قَوْله:
«كما يعرفه من شم رائحة الكتاب والسنة»؛
يعرف أن تغيير الأَسْمَاء لا يغير الحقائق، فالظلم والعدوان هُوَ ظلم وعدوان ولا
يُسَمَّى أَدَبًا، ولو سُمِّيَ نفاعة ولو سُمِّيَ غير ذَلِكَ؛ فَلاَ يغير
الحَقِيقَة.
قَوْله:
«وكل ذَلِكَ مأخوذٌ عَن إِبْلِيس حَيْثُ
سَمَّى الشَّجَرَة المنهيَّ عَنْهَا شَجَرَة الخُلْد»؛ سَمَّاهَا شَجَرَة
الخُلْد من أجل أن يغري بها آدَم، وَهَذَا لم يغير حقيقتها.
قَوْله:
«وَكَذَلِكَ تَسْمِيَة القبر مشهدًا»؛
يسمونها المشاهد الآنَ، ويسمونها الأضرحة؛ أو مراقد الصَّالِحِينَ، ومراقد
الأَوْلِيَاء وَهِيَ قبور.
قَوْله:
«لا تُخرِجه عَن اسم الصَّنَم والوثن»؛
فَلاَ فرق بَين من عبد الصَّنَم وعبد الولي.
قَوْله:
«ويستلمونهم استلامهم لأركان البَيْت»؛
يستلمون الأضرحة ويمسحونها ويتمسحون بها مِثْل ما يستلم الحجر الأسود، والركن
اليماني.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد