وَقَالَ
لأسامة بْن زَيْد: «يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ
إلاَّ اللَّهُ؟» ([1]).
****
وَقَد
ذَكَرنَا أن هَذِهِ الشُّبُهَات الَّتِي يذكرها المُؤَلِّف هُنَا هِيَ نفس
الشُّبُهَات الَّتِي ذكرهَا الشَّيْخ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ ورد
عَلَيْهَا فِي كِتَاب «كشف الشُّبُهَات»،
وَهِيَ رسالة عَظِيمَة فِي رد شبهات هَؤُلاَءِ، ومنها هَذِهِ الشُّبْهَة، فأوصيك
بقراءة رسالة «كشف الشُّبُهَات» مَعَ
شروحها؛ فقد شُرحت - ولله الحَمْد - بشروح كَثِيرَة وضَّحتْها وبيَّنت مقاصدها.
قَوْله:
«وَقَالَ لأسامة بْن زَيْد: «أَقَتَلْتَهُ
بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ؟»»؛ أي: ومن تَمَام احتجاجهم أن
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم قَالَ لأسامة بْن زَيْد بْن حارثة حبِّ الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم وَابْن حبه، وَقَد كَانَ أسامة مَعَ غزاة غزوا الحُرْقَة،
قبيلة من القبائل، غزوهم فصبحوهم، وانتصروا عَلَيْهِمْ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُل
هَرَب، فلحق به أسامة ورجل من الأَنْصَار، فَلَمَّا غشوه ورفعوا عَلَيْهِ
السَّيْف، فَقَالَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللهُ» فأما الأَنْصَارِيّ فكف عَنْهُ، وَأَمَّا أسامة بْن زَيْد رضي الله عنه
فَقَتله، فَلَمَّا بلغ ذَلِكَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أنكر عَلَى أسامة،
وَقَالَ: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ
لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ؟»، «كَيْفَ
تَصْنَعُ بِلاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟»، وَمَا زَالَ
يكررها عَلَيْهِ حَتَّى ندم رضي الله عنه ندامة شديدة.
قَالُوا: فَهَذَا دَلِيل عَلَى أن من قَالَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» يُكفُّ عَنْهُ، ويُحقن دمه؛ لأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أنكر عَلَى أسامة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4269)، ومسلم رقم (96).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد