قَوْله:
«وأيُّ تصييرٍ لمنكر معروفًا أعجب من
هَذَا؟»؛ فهم يجعلون هَذَا معروفًا ويشجعون عَلَيْهِ، ويُثنون عَلَى أَصْحَابه
بأن عِنْدَهُم محبةً لأولياء الله، وعندهم رَغْبَة فِي الخَيْر... وَهَذَا عكس
الوَاجِب وَهُوَ الإِنْكَار عَلَيْهِمْ وَهَذَا منْ جعْل المعروف منكرًا، والمنكر
معروفًا.
قَوْله:
«وَمَا كَانَت النذورُ للأصنام والأوثان
إلاَّ عَلَى هَذَا الأسلوب»؛ أي: ما سبب انتشار النذور للأصنام والأوثان إلاَّ
تشجيعُ هَؤُلاَءِ والتغرير بهم، وإلا لو أُنْكر عَلَيْهِمْ وبُيِّن لَهُم لسلمت
لَهُم عَقِيدَتهم، وَهِيَ أغلى شَيْء، وسلمت لَهُم أموالهم، لَكِنَّهُم ذَهَبت عَقِيدَتهم
وذهبت أموالهم.
قَوْله:
«يعتقدُ النَّاذرُ جلبَ النَّفْع فِي
الصَّنَم ودفعَ الضَّرَر، فينذرُ لَهُ جُزْءًا من ماله»، هَذَا شَيْء مَعْرُوف
عِنْدَ المشركين، أَنَّهُم يجعلون للأصنام نصيبًا من أموالهم، بل من أولادهم
أَيْضًا؛ يقتلونهم تقربًا إِلَى الأَصْنَام، مِثْل ما يتقرب إِلَى الله بذبح
الهَدْي والأضاحي وبهيمة الأَنْعَام؛ ﴿وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ
قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ لِيُرۡدُوهُمۡ وَلِيَلۡبِسُواْ عَلَيۡهِمۡ
دِينَهُمۡۖ﴾ [الأَنْعَام: 137]، يَذبحون
أولادَهم تَقَرُّبًا إِلَى الأَصْنَام، فَكَيْفَ بذبح بَهِيمَة الأَنْعَام
عِنْدَهَا؟ يسيبون السَّوَائِب والبحائر للأصنام، قَالَ تَعَالَى: ﴿مَا جَعَلَ ٱللَّهُ
مِنۢ بَحِيرَةٖ وَلَا سَآئِبَةٖ وَلَا وَصِيلَةٖ وَلَا حَامٖ﴾ [المَائِدَة: 103]، هَذِهِ أنواع من الأَنْعَام
يجعلونها للأصنام، وَهِيَ من أنفس أموالهم وهم يجعلونها للأصنام وَالعِيَاذُ
بالله؛ ﴿وَجَعَلُواْ
لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا
لِلَّهِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد