ويقاسمه
فِي غلاَّت أطيانه، ويأتي به إِلَى سدنة الأَصْنَام فيقبضونه مِنْهُ،
****
بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ﴾ [الأَنْعَام: 136]، فجعلوا بَعْض أموالهم لله، وجعلوا
بَعْضهَا للأصنام، فساروا الأَصْنَام بالله عز وجل.
ولا
فرق بَين الصَّنَم والقبر؛ فكلٌّ معبود من دون الله عز وجل، والقبر إِذا عُبد
صَارَ وثنًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ
لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([1]).
قَوْله:
«ويقاسمه فِي غلاَّت أطيانه»؛
يَعْنِي: يجعلون للأصنام نصيبًا من أموالهم المنقولة والثابتة؛ كالأراضي والعقارات
والأشجار والأطيان مَعْنَاهَا: المزارع، ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ
نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ﴾ [الأَنْعَام: 136] فساووا شركاءهم بالله. وَإِذَا قرأت
سُورَة «الأَنْعَام» تتعجب من أفعال
المشركين، ولا تظن أن هَذَا انتهى وَزَالَ، لا، بل هُوَ بَاقٍ إِلَى الآنَ عِنْدَ
عبدة القبور، بل تطور.
قَوْله: «ويأتي به إِلَى سدنة الأَصْنَام فيقبضونه مِنْهُ»؛ السدنة: هُم الحراس الَّذِينَ يقومون عَلَى تنظيف الأضرحة، وإغلاقها وفتحها وإسراجها، وإضاءتها وتبخيرها، وعمل الستائر عَلَيْهَا، وهؤلاء السدنة هُم الَّذِينَ يستقبلون أَمْوَال المساكين الَّذِينَ يأتون بِأَمْوَالِهِم ويدفعونها لهؤلاء السدنة، وَبَعْض الدُّوَل تأخذ أغلبها وتعتبره من موارد بَيْت المَال. فأين ذَهَب المُسْلِمُونَ الآنَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ؟
([1]) أخرجه: مالك في «الموطأ» رقم (593).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد