قَوْله:
«فإنَّ هَذِهِ القباب والمشاهدَ الَّتِي
صَارَت أعظمَ ذَرِيعَة إِلَى الشِّرْك وَالإِلْحَاد»؛ يَقُول المبطلون: هَذِهِ
القباب بُنيت عَلَى القبور وَلَمْ يُنكِرها النَّاس، فوجودها دَلِيل عَلَى أنها
جَائِزَة، فيجري عَلَيْهَا ما ذكره المُؤَلِّف من أن هَذِهِ القباب من الَّذِي
بناها؟ بناها السَّلاَطِين، والسلاطين لا أَحَد يقدر عَلَى منعهم، فَلَيْسَ هَذَا
حجة.
قَوْله:
«وأكبرَ وسيلة إِلَى هدم الإِسْلاَم وخراب
بنيانه غَالِب -بل كلُّ- مَن يَعمُرُها هُم الملوكُ والسلاطينُ والرؤوساء
وَالوُلاَة»؛ فهم يبنونها ويحمونها، ولا أَحَد يقدر عَلَى معارضتهم ومنعهم من
ذَلِكَ، فوجودها لَيْسَ دَلِيلاً عَلَى جوازها، وسكوت العُلَمَاء عَنْهَا لعذر،
والواجب مناصحة السُّلْطَان سرًّا، فقد يكونون نصحوه سرًّا وَلَمْ يقبل، فَإِذَا
لَمْ يقبل فَلَيْسَ لَهُم عَلَيْهِ سلطة.
الشَّاهِد من هَذَا: أن هَذَا لَيْسَ دَلِيلاً عَلَى الجَوَاز، وهذه القباب عَلَى القبور وهذه المشاهد الَّتِي بنيت عَلَيْهَا هِيَ سبب حدوث الشِّرْك فِي هَذِهِ المباني وهذه القباب؛ لأن العَوام إِذا رأوها وَمَا فِيهَا من الزخرفات والتحسينات تعلقت قلوبهم بِهَذَا المَيِّت، وَقَالُوا: ما عُمل هَذَا عَلَى قبره إلاَّ لأن لَهُ شأنًا، وأنه ينفع ويضر، فبذلك عُبدت القبور والأضرحة، فَهَذَا البِنَاء وسيلة للشرك؛ وَلِهَذَا نهى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَن البِنَاء عَلَى القبور، ونهى عَن تَجْصِيصهَا ([1])، ونهى عَن إسراجها ([2]) وَالكِتَابَة عَلَيْهَا ([3])،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (970).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد