×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

إمَّا عَلَى قَرِيب لَهُم أو عَلَى مَن يُحسنون الظَّنّ فيه، مِن فاضل أو عالِم أو صوفيًّ أو فقير أو شَيْخ أو كبير،

****

نهى عَن ذَلِكَ كله؛ لأن هَذَا وسيلة إِلَى الشِّرْك والغلو فِيهَا.

قَالَ صلى الله عليه وسلم لعلي بْن أبي طالب ما فِي صَحِيح مُسْلِم: «أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا - يَعْنِي: مرتفعًا - إلاَّ سَوَّيْتَهُ»، فَكَانَ أمير المؤمنين عَلِيّ بْن أبي طالب - رضي الله تَعَالَى عَنْهُ - يفْعَل ذلك، وينفذ ما أمره به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وأوصى عامله أبا الهيَّاج ما أوصاه به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ألا أَبْعَثك عَلَى ما بعثني عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([1]).

قَوْله: «إمَّا عَلَى قَرِيب لَهُم أو عَلَى مَن يُحسنون الظَّنّ فيه»؛ أَمَّا أن الملوك يبنونها عَلَى أقاربهم تعظيمًا لَهُم، وَأَمَّا أنها تُبنى عَلَى مَنْ يُحسن به الظَّنّ من الأَمْوَات، وأنه من الأَوْلِيَاء والصالحين... إِلَى آخِرِهِ، بل يَقُولُونَ: هَذَا من حَقّهم علينا، ومن تَعْظِيمهم ومن محبتهم، وَالَّذِي لا يبني عَلَيْهِمْ فَهُوَ يبغضهم، ولا يحبهم، وَهَذَا من وساوس الشَّيْطَان، فعندهم أن البِنَاء عَلَيْهَا من حَقّ الأَمْوَات، واحترامهم ومحبتهم، وأن عَدَم البِنَاء عَلَيْهَا احتقار لَهُم، وتقليل من شَأْنهم، وَمَا أَشْبَه ذَلِكَ من شبهات الشَّيْطَان.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (969).