مِن دون توسُّل به ولا هَتَف بِاسْمِهِ، بل
يَدْعون لَهُ ويستغفرون، حَتَّى ينقرِضَ مَن يَعرفه أو أكثرُهم، فيأتي مِنْ
بَعْدهم فيجد قبرًا قَد شُيِّد عَلَيْهِ البِنَاء، وسُرجَت عَلَيْهِ الشموعُ،
وفُرشَ بالفراش الفاخر، وأُرْخيَت عَلَيْهِ السُّتُور، وأُلقيت عَلَيْهِ الأورادُ
والزهور، فيعتقد أنَّ ذَلِكَ لنفع أو لدفع ضرّ،
****
ويحلف أنه ناصح، فالشيطان يأتي بالحيل لهلاك بني
آدَم، ويأتي بِطَرِيق النصيحة، وَطَرِيق المشورة بالخير، وَمَا أَشْبَه ذَلِكَ،
فينبغي أن يحذر من ذَلِكَ.
فكل
شَيْء لَيْسَ عَلَيْهِ دَلِيل لا نقبله، ولو حسَّنه مَنْ حسنه، فَلاَ نقبله إلاَّ
بِدَلِيل من الكتاب والسُّنَّة.
قَوْله:
«مِن دون توسُّل به ولا هَتَف بِاسْمِهِ،
بل يَدْعون لَهُ ويستغفرون»؛ هَذَا فِي أَوَّل الأَمْر، والشيطان لا ينظر
إِلَى هَذِهِ الحِيَل، بل ينظر إِلَى المستقبل.
قَوْله:
«حَتَّى ينقرِضَ مَن يَعرفه أو أكثرُهم»؛
أي: حَتَّى ينقرض مَنْ يعرف التَّوْحِيد، أو ينقرض أكثرهم، ويأتي بعدهم قوم جهال
فَحِينَئِذٍ يغْترُّون بِهَذِهِ الشُّبْهَة الشيطانية.
قَوْله:
«فيأتي مِنْ بَعْدهم فيجد قبرًا قَد
شُيِّد عَلَيْهِ البِنَاء... فيعتقد أنَّ ذَلِكَ لنفع أو لدفع ضرّ»؛ أي: إِذا
رأى هَذِهِ المظاهر عَلَى القبر، قَالَ: هَذَا قبر لَهُ شَأْن، وصاحبه هَذَا لَهُ
شَأْن عِنْدَ الله، وينفع ويضر؛ ويزينه لَهُ شَيَاطِين الإِنْس والجن، فتُعبد
القبور بِهَذِهِ الطَّرِيقَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد