فإنَّ الأمَّة المحمدية قَد ملأت الآفَاق،
وَصَارَت فِي كلِّ أَرْض وتحت كلِّ نَجْم، فعلماؤُها المحقَّقون لا ينحصرون، ولا
يَتِمُّ لأحد مَعْرِفَة أَحْوَالهم، فمَن ادَّعى الإِجْمَاع بَعْدَ انتشار الدّين
وكثرة عُلَمَاء المُسْلِمِينَ فَإِنَّهَا دَعْوَى كاذبة، كما قاله أَئِمَّة
التَّحْقِيق.
****
قَوْله:
«فإنَّ الأمَّة المحمدية قَد ملأت الآفَاق»؛
يَعْنِي: تباعدت فِي البُلْدَان، فِي المَشْرِق وَالمَغْرِب والشمال والجنوب، ولا
سيما فِي ذَاكَ الوقت، حَيْثُ لا توجد وسائل إعلام ولا وسائل نقل سريعة فِي ذَلِكَ
الزَّمَان.
قَوْله:
«فعلماؤُها المحقَّقون لا ينحصرون»؛
وَكَذَا لا يمكن أن يُحاط بأقوالهم.
قَوْله:
«فمَن ادَّعى الإِجْمَاع بَعْدَ انتشار
الدّين وكثرة عُلَمَاء المُسْلِمِينَ فَإِنَّهَا دَعْوَى كاذبة، كما قاله أَئِمَّة
التَّحْقِيق»؛ لا نَقُول: كاذبة، وَلَكِن نَقُول: خَطَأ؛ لأنه يصعب جمع
أَقْوَال العُلَمَاء فِي أقطار الأَرْض عَلَى قَوْل واحد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد