×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

أمْكن ضَرْبَة لازب، فالداخلون إِلَى الحرم الشَّرِيف، والمشاهدون لتلك الأَبْنِيَة الشيطانية الَّتِي فرَّقن شملَ الدّين، وشتَّتت صلوات المُسْلِمِينَ معذورون عَن الإِنْكَار إلاَّ بالقلب، كالمارِّين عَلَى المكَّاسين وَعَلَى القبوريِّين.

ومِن هُنَا يُعلم اختلال ما اسْتَمرّ عِنْدَ أَئِمَّة الاِسْتِدْلاَل مِن قَوْلهم فِي بَعْض ما يستدلُّون عَلَيْهِ بِالإِجْمَاعِ: إنَّه وقع وَلَمْ يُنْكر، فَكَانَ إجماعًا.

****

  قَوْله: «فالداخلون إِلَى الحرم الشَّرِيف، والمشاهدون لتلك الأَبْنِيَة الشيطانية الَّتِي فرَّقن شملَ الدّين»؛ رجع إِلَى المَقْصُود، وَهُوَ أنه كَانَ فِي مَكَّة وفي المَدِينَة مشاهد شركية: قباب وقبور فِي زَمَن سَابِق، فَهَلْ قدوم العُلَمَاء والحجاج إِلَى الحَرَمَيْنِ وسكوتهم عَلَى إِنْكَار هَذِهِ الأُمُور دَلِيل عَلَى جوازها؟

قَوْله: «الأَبْنِيَة الشيطانية الَّتِي فرَّقن شملَ الدّين»؛ يقصد المقامات.

قَوْله: «معذورون عَن الإِنْكَار إلاَّ بالقلب»؛ أي: هُم معذورون عَن الإِنْكَار بِاليَدِ أو اللسان؛ لأن هَذَا أمر السَّلاَطِين ومن بيدهم السلطة والقوة، فَلاَ يستطيع أن يغير.

قَوْله: «كالمارِّين عَلَى المكَّاسين وَعَلَى القبوريِّين»؛ فينكرون بقلوبهم؛ لأَِنَّهُم لا يستطيعون الإِنْكَار لا بِاليَدِ ولا باللسان.

قَوْله: «ومِن هُنَا يُعلم اختلال ما اسْتَمرّ عِنْدَ أَئِمَّة الاِسْتِدْلاَل»؛ هَذَا يؤيد ما ذَكَرْنَاهُ عَنْهُ رحمه الله أنه يرى عَدَم الاِحْتِجَاج بِالإِجْمَاعِ السكوتي؛ لأنه ظَنِّي.


الشرح