بل ذكر أنَّه رأى إنسانًا عِنْدَ بَعْض ملوك الهند
أَتَى بولديْن مَعَهُ، ثُمَّ قطَّعهُما عضوًا عضوًا، ثُمَّ رمى بكلِّ عُضْو إِلَى
جِهَة فرقًا، حَتَّى لم ير أَحَد شَيْئًا من تِلْكَ الأَعْضَاء، ثُمَّ صاح وبكى،
فلم يَشعر الحاضرون إلاَّ وَقَد نزل كلُّ عُضْو عَلَى انفراده، وانضمَّ إِلَى
الآخر، حَتَّى قام كلُّ واحد مِنْهُمَا عَلَى عادته حَيًّا سويًّا، ذكر هَذَا فِي
رحلته، وَهِيَ رِحْلَة بسيطة وَقَد اختُصرت، طالعتُها بِمَكَّةَ عام ست وثلاثين
ومائة وألف، وأملاها علينا العَلامَة مفتي الحَنَفِيَّة فِي المَدِينَة، السَّيِّد
مُحَمَّد بْن أسعد رحمه الله.
وفي «الأغاني»
لأبي الفرج الأصفهاني بسنده: أنَّ ساحرًا كَانَ عِنْدَ الوليد بْن عقبة، فجعل
يدخُلُ فِي جوف بقرة ويخرج،
****
قَوْله:
«وَقَد وصفه الله بأنَّه سِحرٌ عَظِيم»؛
قَالَ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّآ
أَلۡقَوۡاْ سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ
عَظِيمٖ﴾ [الأَعْرَاف: 116].
قَوْله:
«قَد ذكرَ ابْن بطوطة»؛ هُوَ صاحب
الرِّحْلَة المشهورة.
قَوْله:
«ويخوضون فِي تِلْكَ النَّار، ويخرجون
وثيابُهم كأنَّها لَم يَمسَّها شَيْء»؛ فهم لم يدخلوا فِي النَّار، وَإِنَّمَا
هَذَا قُمرة عَلَى الأَعْيُن فَقَط.
قَوْله:
«ثُمَّ صاح وبكى، فلم يَشعر الحاضرون
إلاَّ وَقَد نزل كلُّ عُضْو عَلَى انفراده»؛ بِسَبَب صيحته وبكائه، وَقَالُوا:
هَذَا ولي من أولياء الله.
قَوْله: «حَتَّى قام كلُّ واحد مِنْهُمَا عَلَى عادته حَيًّا سويًّا»؛ فالشخص لم يتقطع وَلَمْ يتفرق وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى حَاله، وَلَكِن هَذَا تخييل من الشَّيْطَان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد