×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

فالله جل وعلا يغار لدينه، ويغار لشريعته، فإذا تركها قومٌ يسَّر الله لها قومًا آخرين يقومون بها، فالخطر إنما هو على المسلمين، وأما الدين والشرع والإسلام فإنه محفوظٌ بحفظ الله سبحانه وتعالى، ينزعه من قومٍ ويمنحه قومًا آخرين، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ  [المائدة:54]، فعلينا أن نخاف أن يُنزَع منا الإسلام، وأن يُنزَع الإيمان من ديارنا وأن يذهب إلى غيرنا.

فلنحذر يا عباد الله من عدونا، وأن لا نأمن عدونا أبدًا، هو عدو دائمًا وأبدًا، وإن تظاهر بالصداقة، تظاهر بالتعاون، تظاهر بكذا وكذا، فنحن لا ننخدع به أبدًا؛ لأنه دائمًا يحاول القضاء على المسلمين.

نسأل الله أن يوفق المسلمين -رعاةً ورعيةً- للحذر من مكر أعدائهم، وأن يجعل الإيمان في قلوبهم، والثبات في مواقفهم حتى يكونوا في نحور أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يبقى لهم دينهم ويبقى لهم أمنهم واستقرارهم، نسأله سبحانه وتعالى أن يصلح فساد المسلمين، وأن يجمع كلمة المسلمين على الدين.

ثم -عباد الله- إن أحسن الحديث كتاب الله.

وخير الهدي هدي محمد.. إلخ الخطبة.

***


الشرح